"يوم المرأة العالمي".. من تونس إلى بيروت

03 مارس 2023
من المشاركة النسوية في الثورة السودانية عام 2019 (Getty)
+ الخط -

يُحتفلُ سنوياً في الثامن من آذار/ مارس بـ"يوم المرأة العالمي"؛ تاريخٌ لم يكن ليُعتُمدَ بسهولة إلّا بعد طول نضالات قدّمتها القيادات والتنظيمات النسوية في القرنين التاسع عشر والعشرين، والتي كانت في أغلبيتها تابعة للأحزاب اليسارية حول العالم؛ من أجل حصول المرأة على حقوقها الكاملة في مجتمع هيمنت عليه طويلاً سلطة الوصاية الذكورية والأبوية.

في هذا الإطار، تشهد مدنٌ عربية عدداً من الفعاليات الثقافية، والتي تحضر فيها النساء بوصفهنّ مُنتِجات لأعمال فنّية ودراسات نقدية اشتُغلت من منظور نسويّ كاشف. وتأتي أهمّية هذه الأعمال من كونها ترصد ما تعانيه المجتمعات العربية من ارتداد صوب القيم الرجعية البعيدة عن سيادة القانون، والتي تكون المرأة فيها الضحية الأولى.

"الجمع المؤنث السالم" عنوان التظاهرة التي انطلقت اليوم في "دار المتوسط للثقافة والفنون" بمدينة الحمامات التونسية، وتتواصل فعالياتها حتى بعد غدٍ الأحد. وتضمّ عروضاً مسرحية وأدائية وموسيقية وقراءات شعرية، إضافة إلى محاضرة مخصّصة للإضاءة على تاريخ نضالات المرأة التونسية.

ومن الأنشطة التي تتضمّنها التظاهرة: عرض "أنفاس" لحنين العويني، مساء اليوم الجمعة؛ في حين تُقام مساء غد السبت حلقة تاريخية حول "رائدات الحركة النسوية في تونس: بشيرة بن مراد أنموذجاً"، من تقديم الأكاديمي عادل بن يوسف؛ وعرضٌ تعبيري مأخوذ عن أشعار نساء البشتون بعنوان "أرى ما رأيت"، تؤدّيه سهام بن عمر. وبعد العرض يُقام حوارٌ بعنوان "ثنائي اليومي والكتابة الإبداعية في المدونة التونسية المؤنثة"، تقدّمه الباحثتان آمنة الرميلي وآمال قرامي.

أمّا في مصر، فتُقام في "المعهد الفرنسي" بالقاهرة، ندوةٌ بعنوان "المرأة والعمل: مسارات مصرية مُلهِمة"، وذلك عند السادسة من مساء الأربعاء المُقبل. تتناول الندوة موقع المرأة في سوق العمل، وتقاطعات تلك التجربة في حياة النساء اليومية، من خلال أوراق تُقدّمها أربع باحثات، هنّ: هدى أبو شادي، ونادين عبد الغفار، وناميس عرنوس، وهيلدا لوكا.

كما تنطلق بعد غدٍ الأحد فعاليات الدورة السابعة من "مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة"، وتتواصل حتى العاشر من الشهر الجاري؛ ويهدف المهرجان الذي تأسّس عام 2017 إلى تسليط الضوء على الأفلام المتعلّقة بقضايا المرأة، ويشهد إلى جانب العروض والمشاركات العربية والأجنبية، ورشات وندوات حول سينما المرأة.

وفي الخرطوم يُفتتح بـ"المعهد الفرنسي"، بعد غدٍ الأحد، معرض بعنوان "أرشيف الحركة النسائية السودانية: 1940 - 2010"، وهو مسْحٌ قامت به باحثات وفنانات سودانيات، هن: صفاء محمد خير، وإيمان محمد عثمان، ومحاسن يوسف، ويضئِنَ فيه على تاريخ أبرز القيادات النسوية في البلاد خلال سبعين عاماً، ويرصدن تطوُّر الخطابات من خلال جلسة نقاش تُنظَّم عند السادسة من مساء الإثنين.

أمّا في العراق، فتوقّع الأكاديمية زهراء علي ترجمة كتابها "النساء والجندر في العراق: بين بناء الأمّة والتفتُّت"، وذلك عند العاشرة من صباح الجمعة المُقبل في "المركز الثقافي البغدادي"، ويليه نقاش للعمل الصادرة ترجمته حديثاً عن "المركز الأكاديمي للأبحاث"، بتوقيع وسَن قاسم. 

وتتناول علي في كتابها مكانة المرأة العراقية في التاريخ المعاصر للبلاد، وتشير إلى دور الحركات النسوية، ومن خلال ذلك تسعى إلى تقديم قراءة أوسع لتاريخ العراق السياسي والاقتصادي والفكري والاجتماعي.

كذلك أُشهر في بيروت مساء أمس الخميس، كتابٌ يحمل عنوان "في رفقة الفقدان: التاريخ الشفوي والإرث النسوي"، وصدر عن "مكتبة ورشة المعارف"، ويتناول سيرة اسميَن نسويَّين من جيلَين مختلفين، هما: التشكيلية الراحلة إيتيل عدنان (1925 - 2021)، والناشطة النسوية اللبنانية الراحلة نادين جوني (1990 - 2019).

وتحت شعار "النساء من أجل القيادة"، تنتظم الدورة السادسة من "مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة" في الفترة من 5 إلى 10 آذار/ مارس الجاري، وتتضمّن 74 فيلماً.

المساهمون