يتكلّم في المهدِ وبعد المهد

27 أكتوبر 2023
أطفال من غزة في لجوئهم الجديد، 26 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري (Getty)
+ الخط -

طفل يتكلّم

يتكلّم في المهدِ
وبعد المهدْ
أنا لن أحنيَ رأسي
لأحدِ
ليكُنْ
عاصفةً مجنونةْ 
ليكُن
قذفاً بالرصاصْ
ليكُنْ 
قضباناً
من حديدْ
أنا بعض الروحْ 
في القدسِ
في غزّةَ
في يافا
في كلّ شبرِ
من فلسطينْ
إنْ هدموا الدارْ
فأنا لن أرحلْ
إن أحرقوا الحقلْ
فأنا
لن أهجر هذا الحقلْ
إن سمَّموا النهرْ
فأنا 
لن أشرب إلا منهْ
إني الماءُ
وإني الحقل
إني الجبلُ
وإني السهلْ
إني فلسطينْ. 


■ ■ ■


في الشرفة

حبّة ماءٍ
قاعدة على حجرٍ
في الشارعِ
حين تراني 
في الشرفةِ
لا تحسبني
باباً إلى النبعْ
لا تحسبني
عنقوداً في الكأسْ
لا تحسبني
جسراً إلى الوردةْ
لا تحسبني
ناياً في الصفصافْ
وأنا
حين أخفض طرفي
إلى الشارعِ
أحسبُها
أغنية خافتةً
في سكينة بستانْ
أحسبها
مشكاةً 
في قاع الليلْ
أحسبها
لؤلؤةً
في ضحكة طفلة
أحسبها
ديباجة نهرْ
من يرانا معاً
في الشارع في الشرفة
يحسبنا
حبّة ماءٍ واحدةٍ
في دمعةْ.

 

* شاعر من المغرب

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون