تحوّلت مساحات "متحف الفن الإسلامي" في الدوحة إلى معرض بعنوان "روحي تزهر للأبد"، يضمّ بعض أكبر أعمال الفنّانة اليابانية الشهيرة يايوي كوساما. ويستكشف المعرض، الذي يُتيح العديد من الأعمال الفنّية الضخمة التي لم يسبق عرضها في المنطقة، افتتان الفنانة البالغة من العمر 93 عاماً، بالعالم الطبيعي، من خلال الأعمال التركيبية النحتية الملحمية للنباتات ومنحوتات اليقطين الضخمة المرقّطة بنقاط البولكا.
يتزامن معرض "روحي تزهر للأبد"، الذي تحتضنه حديقة "متحف الفن الإسلامي" حتى الأوّل من آذار/ مارس المقبل، مع مرور عشر سنوات على انطلاق برنامج "الأعوام الثقافية" في قطر، كما يمثّل إرثاً للعام الثقافي قطر ـ اليابان الذي شهده عام 2012. ويأتي تثبيت الأعمال الفنّية في إطار "قطر تُبدِع"؛ المبادرة الثقافية التي تستمرّ فعالياتها على مدار العام، والتي ترعى وتروّج للأنشطة الثقافية في قطر وتحتفي بتنوّعها، وقد عملت خلالها "متاحف قطر" على تثبيت أكثر من أربعين عملاً إضافياً من أعمال الفنّ العام لفنّانين قطريّين وإقليميّين وعالميّين في الدوحة وباقي أنحاء البلد.
وأبرز الأعمال المعروضة: "روحي تزهر للأبد" (2019)، وتتكوّن هذه المنحوتة من خمس أزهار غريبة الشكل يتراوح ارتفاعها بين ستّ وتسع أقدام (183 سم إلى 274 سم)، وتُبرز ألوانها الزاهية أسلوب الفنّانة الجريء والمميّز، و"اليقطينة الراقصة" (2020) التي تمثّل أسلوباً جدّياً في التصميم تتّبعه الفنانة، مع أذرع برونزية تمتدّ على مسافة تزيد عن 16 قدماً (490 سم) من المركز، ممّا يُعطي انطباعاً بأنها تتحرّك، ولم يُعرَض هذا العمل في المنطقة قبل الآن. و"حديقة نرسيس"، أوّل عمل تركيبي خارجي للفنانة، وعُرض لأوّل مرّة عام 1966، على المرج خارج الجناح الإيطالي في النسخة الثالثة والثلاثين من "بينالي البندقية"، ويتألّف من 1300 جسم كروي من الفولاذ المقاوم للصدأ، مثبّتة داخل النافورة الواقعة عند مدخل "متحف الفن الإسلامي".
أمّا "أودُّ التحليق إلى الكون" (2020)، فيُذكّرنا هذا الشكل النجمي بمنطاد "الحب يحلّق نحو السماء" الذي أنتجته الفنّانة عام 2019 للمشاركة في استعراض يوم الشكر الذي قدّمته متاجر "مايسيز"، وهو يستقي من زخارف سلسلة لوحات كوساما "روحي الأبدية"، إلّا أنّه لم يُعرض في المنطقة قبل الآن. كذلك عمل "غرفة المرايا اللامتناهية - الأضواء الراقصة التي حلّقت نحو الكون" (2019)، وهو عبارة عن غرفة مغلقة مغطّاة بألواح المرايا، والمئات من مصابيح إلـ إي دي المُعلّقة في السقف على ارتفاعات متفاوتة. تومض تلك الأضواء باستمرار، وتعرض في "غاليري متاحف قطر - الرواق". إلى جانب "إزار للأشجار مرقّط بنقاط البولكا" (2002 - 2022) في حديقة "متحف الفن الإسلامي"، حيث تصطفّ عشرات من أشجار النخيل المنتصبة على جانبَي المسار الممتدّ على طول كورنيش الدوحة.
وُلدت يايوي كوساما عام 1929 في ماتسوموتو باليابان، وقد عُرضت أعمالها على نطاق واسع في معارض فردية وجماعية، وقدّمت أوّل معرض فردي لها في موطنها اليابان عام 1952. وفي منتصف الستّينيات، رسّخت مكانتها في نيويورك كفنّانة طليعية من خلال تنظيم أحداث وفعاليات ومعارض رائدة وذات تأثير كبير. حملت أعمالها سماتِ اثنتين من أهمّ الحركات الفنية في النصف الثاني من القرن العشرين: فن "البوب" ومفهوم التبسيطية.
وكان برنامج "الفن العام في قطر" قد زرع عشرات الأعمال في فضاءات عديدة منها "دخان"، وهي منحوتة لتوني سميث، تقع أمام "مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات"، ومنحوتة "شرق - غرب/ غرب - شرق"، الواقعة في قلب الصحراء القطرية لريتشارد سيرا. وهناك أيضاً "قردة غاندي الثلاثة" لسوبود غوبتا في "كتارا"، و"ماما"، وهو عنكبوت ضخم من الفولاذ لِلويز بورجوا ويقع في "مركز قطر الوطني للمؤتمرات".
أيضاً، نتج عن تعاون "متاحف قطر" و"مطار حمد الدولي" عرضُ سلسلة من الأعمال الفنّية التي أنجزها فنّانون من قطر والمنطقة والعالم، منهم: عادل عبد الصمد، وأحمد البحراني، وضياء العزاوي، ومبارك المالك، وسلمان المالك، وأمل الربان، وتوم كلاسن، وأورس فيشر، وعلي حسن، وKAWS، وتوم أوترنس، وبيل فيولا.