تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. "يحتاج عالمنا مزيداً من التضامن، ومزيداً من الشعور بالآخرين" يقول الكاتب المغربي في حديثه إلى "العربي الجديد".
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- يشغلني حال الحرّيات في المغرب، خصوصاً منها حرّية التعبير. ويشغلني أيضاً وضع الفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة ضمن سياق جائحة كورونا ومخلّفاتها.
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- عملي الأخير صدر في أواخر 2020، وهو كتاب بالفرنسية عنوانه "طفولة في المغرب.. هشاشة بوجوه متعدّدة" (منشورات "أون توت لاتر") تناولتُ فيه واقع الطفولة في بلادي. أمّا عملي المقبل فسيكون تحقيقاً حول الأمراض العقلية.
■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
- نسبياً، أعتقد أنه لو توفّر لي المزيد من الوقت ومن الإمكانيات، أستطيع أن أقدّم تحقيقات أكثر تعمّقاً وبحثاً.
■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- أختار أن أكون موسيقيّاً، فعبْر الموسيقى يمكن أن نتواصل مع أكبر عدد من البشر، كما أننا عبر الموسيقى - وهذا الأهمّ - نمنح المتعة للآخرين.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- مزيد من التضامن، ومزيد من الشعور بالآخر، وأتمنى أيضاً تصرّفاً أكثر حكمة عند استخدام الموارد البيئية في كوكبنا.
■ شخصية من الماضي تودّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- أودّ لقاء الكاتب النمساوي ستيفان تسفايغ، أحب أن يحدّثني عن قدرته على الجمع بين كونه روائياً كبيراً وكاتب محاولات متميّزاً.
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- أعود إلى كل كتب الروائي الروسي فيودور دوستويفسكي. تتناول أعماله مواضيع تخترق الأزمنة والتقليعات الأدبية.
■ ماذا تقرأ الآن؟
- بصدد قراءة كتاب "أغنية سليمان" لـ توني موريسون. إنها لوحة بشريّة أخرى تقدّمها هذه الكاتبة الأميركية المبدعة.
■ ماذا تسمع الآن، وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أعيد اكتشاف أغاني الفنان المغربي محمد فويتح بكثيرٍ من المتعة، وأدعوكم بشكل عام إلى سماع التراث الموسيقي المغربي لسنوات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.
بطاقة
كاتب مغربي من مواليد 1969 في الدار البيضاء. عمل منذ 1996 صحافياً في العديد من المؤسسات الإعلامية، ولا سيّما صحيفة "البيان" التي أدار فيها قسم "المجتمع". راسلَ، بين 1999 و2002، مجلة "أفريك ماغازين" في نيويورك. واشتغل، طوال مشواره المهني، بمواضيع اجتماعية مثل حرّية المعتقد وحقوق المرأة ووضعية المهاجرين الأفارقة. إضافة إلى الصحافة، يعمل أيضاً في مجال النشر، حيث أسّس مع كنزة الصفريوي منشورات "أون توت لاتر" المتخصّصة في كتب التحقيقات الصحافية، وهو يدير فيها سلسلة "تحقيقات"، وقد صدر ضمنها كتابه الأخير "طفولة في المغرب.. هشاشة بوجوه متعدّدة" (2020). كما صدر له: "ظهر المرأة، ظهر البغل: منسيات المغرب العميق" (2015)، و"التعصّب الديني: غوص في الأوساط المتشدّدة في المغرب" (2017).