وقفة مع محمد عبازة

04 نوفمبر 2020
محمد عبازة (تـ: نبيل بن محمد)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- يشغلني ما شغلني منذ دخلتُ الجامعة مُدرّساً باحثاً. أنا مشغول بالمسرح وإبداعاته نقداً ومتابعة. حالياً، أنا منهمك في بحث يدور حول مسألة معقدة حيّرت الفنانين وحدّت من حريّاتهم الإبداعية على مر العصور ألا وهي الرقابة بكل تفرعاتها وتمظهراتها الدينية والأخلاقية والسياسية. انصبّت الرقابة على المسرح بشكل خاص بحكم طبيعة هذا الفن وتميزه عن بقية الفنون الأخرى التي يمكن استهلاكها فردياً إلا المسرح الذي كان دوماً طقساً جماعياً، ونعرف أن الناس إذا تجمّعوا لسبب من الأسباب يسودهم عقل جماعي وتنتقل العدوى بينهم بشكل سهل. من هنا جاءت خشية رجال السياسة من المسرح لأنه فن مشاغب ولذلك شدّدت عليه الرقابة من جميع جوانبه.


■ ما هو آخر عمل صادر لك وما هو عملك القادم؟
- آخر كتاب صدر لي كان حول مدينة غمراسن، مسقط رأسي في جنوب تونس، وهو عمل لا يكتفي بتاريخ المكان بل يمتدّ إلى البحث في تاريخ سُكّانه، إنها دراسة تاريخية اجتماعية وأنثربولوجية في آن. أما عملي القادم فهو كتاب تحت الطبع سيكون عنوانه "محاورات مع المسرح التونسي".


■ هل أنت راضٍ عن إنتاجك ولماذا؟
- لستُ راضياً على ما أنجزت لأن الباحث إذا استكان إلى الرضا عن النفس فهو لن يتقدّم أكثر.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- أطمح إلى رؤية تغيير في التفكير الإسلامي الذي طغى عليه العنف والدموية في العقود الأخيرة. نريد من ديننا أن يقبل الآخر بكل صفاته، وذلك مفتاح أن يقبلنا الآخرون كما نحن.


■ لو قُيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- إذا قدّر لي أن أعيد حياتي من جديد، فأعتقد بأنني سأتّخذ نفس المسار مع تغييرات طفيفة لا غير. 


■ صديق يخطر ببالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- الصديق الذي أرغب في أن التقيه هو شقيقي محمد صالح الذي وافاه الأجل المحتوم.


■ ماذا تقرأ الآن؟
- أنا مشغول هذه الفترة بالقراءة والتوثيق حول موضوع الرقابة في الفنون.


■ ماذا تسمع الآن؟ وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- من حسن حظّي أني أشرفت خلال مسيرتي المهنية على المعهد العالي للموسيقى وعلى المعهد العالي للمسرح. هذا الترابط بين الفنون مهم للغاية، وأرى من أبرز تجلياته تجربة فيروز. أقترح عليكم إحدى أغانيها عن الشام.


بطاقة
ناقد ومؤرّخ تونسي متخصّص في المسرح، من مواليد 1949 في مدينة غمراسن بالجنوب التونسي. حصل على شهادة الدكتوراه في الأدب، وشغل العديد من المناصب الأكاديمية في الجامعة التونسية، منها إدارته لـ"المعهد العالي للفنون الدرامية والركحية"، وترأّس لجنة التأهيل الجامعي في العلوم الثقافية. من مؤلفاته: "مقاربات للمسرح التراثي"، و"غمراسن: جذور وأجنحة"، وله كتاب حول تاريخ المسرح في تونس بعنوان "تطوّر الفعل المسرحي بتونس" صدر عام 2009 في جزأين: "من النشأة إلى التأسيس"، و"من اللامركزية إلى التجريب".

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون