تقف هذه الزاوية مع شخصية ثقافية عربية في أسئلة سريعة حول انشغالاتها الإبداعية وجديد إنتاجها وبعض ما تودّ مشاطرته مع قرّائها. "لقد تطوّر العالم تقنياً، لكنه أصبح متخلّفاً إنسانياً"، يقول الأكاديمي والكاتب الجزائري في حديثه إلى "العربي الجديد".
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
أفكّر في طريقة لاستعادة شغف كتابة روايتي الثانية. أحياناً أصف نفسي بأني من زمرة "البارتلبيين".
■ ما هو آخر عمل صدر لك؟ وما هو عملك القادم؟
أصدرتُ كتاباً في الفكر، هو ضربٌ من التدريب على التفكير في قضايا فكرية، وعنونتُه بـ"كتابات على جدار الفلسفة" (منشورات "الوطن اليوم"، 2022). أنا من الذين يؤمنون بضرورة التداخل بين الفلسفة والأدب.
■ هل أنت راضٍ عن إنتاجك؟ ولماذا؟
من ناحية ما، أنا راضٍ، لأنّي اجتهدتُ وأنتجتُ أثراً. لكنّ الرضا الكامل مستحيل، وهذا ما يدفعني دائماً إلى الاستمرار في الكتابة في شكل تمرينات يومية على شكل كتابة المقال والمراجعات الأدبية، في انتظار استكمال مشروعين نقديين عالقين.
■ لو قُيِّضَ لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
سأختار مسار الكتابة، ولو أنّي على يقين أنّ هذا الخيار في سياقنا الجزائري والعربي هو ضربٌ من المجازفة.
أنا من الذين يؤمنون بضرورة التداخل بين الفلسفة والأدب
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
يجب أن ينتبه العالم إلى ضرورة استعادة الروح الإنسانية التي هي أولى من كلّ الهويات المصطنعة المتصارعة والمتناحرة في ما بينها. لقد تطوّر العالم تقنياً، لكنه أصبح متخلّفاً إنسانياً.
■ شخصية من الماضي تودّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
المرحوم بختي بن عودة؛ صاحب كتاب "رنين الحداثة"، وأحد ضحايا العشرية السوداء في الجزائر. أريد أن أعرف كيف استطاع في تلك الظروف التي كانت تعيشها الجزائر نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات أن يؤسّس لمشروع الكتابة الحداثية بكلّ عنفوان الأسئلة اللاذعة التي كان يطرحها في زمن التحوّلات.
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
أحب أن أتحدّث عن الكتب. الكتاب هو الصديق الوفي. هناك كتاب أعود إليه كثيراً، هو "كيف نقرأ ولماذا؟" لهارولد بلوم. كتاب يضعك أمام قضية أسلوب الكتابة النقدية الذكية.
■ ماذا تقرأ الآن؟
في العادة أقرأ أكثر من كتاب، لكنْ دعني أقول: "غرفة تخصّ المرء وحده" لفيرجينيا وولف. وفي نفس الوقت كتاب "بارتلبي وأصحابه" لأنريكه بيلا ماتاس.
■ ماذا تسمع الآن؟ وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
أحبّ كثيراً موسيقى الأفلام الكلاسيكية والحديثة، وهنا سأتحدّث بإعجاب عن تجربة هانس زيمر.
بطاقة
أكاديمي وكاتب جزائري من مواليد عام 1980 في مدينة بجاية، يعمل أستاذاً للنقد الأدبي والأدب المقارن في "جامعة بجاية". صدر له عددٌ من الأعمال في النقد والفكر، منها: "إدوارد سعيد: من نقد خطاب الاستشراق إلى نقد الرواية الكولونيالية (كيف نؤسّس للوعي النقدي؟)" (2017)، و"الفضاء السردي في الرواية الجزائرية: رواية 'الأميرة الموريسكية' لمحمد ديب نموذجاً" (2015)، و"الكتابة على أطراف النهر: السيرة الكِتابية للحراك" (2019)، و"كتابات على جدار الفلسفة" (2022). كما أصدر كتابَيْن في السرد، هُما: "عزلة الأشياء الضائعة: القصّة المريبة لمصرع موراكامي" (رواية، 2018)، و"مقامات التروبادور" (نصوص سردية، 2013).