وقفة مع لمياء حدّة

07 فبراير 2022
لمياء حدّة
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. "لا أحد بإمكانه إيقاف رغبة الإنسان في ولادة جديدة" تقول الباحثة التونسية في حديثها إلى "العربي الجديد".


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- الوضع السياسي في تونس، أتابع باستمرار تطور الأحداث السياسية، الوضع مقلق ومؤسف بعض الشيء. كما يشغلني الوضع الصحّي في إيطاليا وتونس وفي العالم، بالإضافة إلى المشاغل المهنية أهمها علاقات التبادل العلمي بين "مدرسة الهندسة المعمارية" بجامعة فلورنسا و"مدرسة الهندسة المعمارية" بالجامعة الأورومتوسطية بفاس من خلال مهامي كمسؤولة أولى عن اتفاقيّة التعاون بين المؤسستين. وكذلك دوري كعضوة في اللجنة العلمية لمعرض حول النورمان الذي سينظم بمدينة مانهايم الألمانية وقد تأجّل الافتتاح مرتين بسبب الوضع الوبائي.


■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- آخر عمل صدر لي كان في 2021 بعنوان "المدينة. فضاء البحر الأبيض المتوسط" “Médina. Espace de la Mèditerranée”، عن منشورات جامعة فلورنسا. وهو عمل يدرس الخصائص التاريخية والمعمارية لبعض مدن البحر الأبيض المتوسط. كما صدرت لي عدة مقالات علمية حول التأثيرات العربية الإسلامية في عمارة جزيرة صقلية، علاقة النورمانديين بدول شمال أفريقيا وحول العمارة الفاطمية بمدينة المهدية. العمل القادم سوف يصدر إن شاء الله خلال شهر شباط/ فبراير، وهوعمل جماعي مع ثلة من الزملاء من جامعة فلورنسا يتمثل في إعداد ونشر بحوث الندوة العلمية التي أشرفنا عليها السنة الماضية حول "القرى والأحياء المعرضة لخطر الهجر والانقراض".


■ هل أنت راضية عن إنتاجك ولماذا؟
- لا يعنيني الرضا الشخصي كثيراً، ما يعنيني هو رضا القرّاء والباحثين عن أعمالي. أعترف أني مقصرة بعض الشيء في الكتابة، بودّي أن أكتب أكثر وأركّز أكثر في البحث ولكن مهام التدريس وخاصة التأطير تأخذ الكثير من الوقت. 


■ لو قيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختارين؟
- لا أعتقد أنني سأختار مساراً غير الذي اخترته. أحب عملي كأستاذة جامعية وباحثة في تاريخ الفن والعمارة الإسلامية فهو مجال بحث فيه كثير من التجديد والابتكار، وأنا أحب التجدّد وأكره الروتين.  


■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
- عالم بلا حدود ولا حواجز، مللنا رؤية قوارب الموت تعصف بأرواح شباب كل أمله الوصول إلى الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط وخوض تجربة حياة جديدة. لا أحد بإمكانه إيقاف رغبة الإنسان في الهجرة وعيش ما يسمى "الولادة الجديدة" بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات. لذلك على الدول الأوروبية مراجعة قانون الهجرة غير الشرعية والتعامل مع الموضوع بأكثر إنسانية. 


■ شخصية من الماضي تودين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟ 
- الكاتب والفيلسوف الإيطالي أومبيرتو إيكو Umberto Eco، أعتقد أنه من القلائل الذين يملكون الأدوات المناسبة لتدريب المرء على المتعة الفكرية.


■  صديق/ة يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه دائماً؟
- لا أذكر صديقاً واحداً ولا أعود لكتاب واحد، أحياناً أعود الى أكثر من كتاب في يوم واحد. بعض الكتب أعود إليها دائماً لأني أحتاجها كمرجع لأبحاثي مثل المقدمة لابن خلدون، وكتب أخرى تساعدني على تجاوز الروتين اليومي مثل روايات الكاتب أمين معلوف. 


■ ماذا تقرئين الآن؟
- رواية Le vie dei Canti للكاتب والرحالة الإنكليزي بروس تشاتوين Bruce Chatwin. وهي قصة تدوّن مذكرات رحلة الكاتب إلى أستراليا. كما أني بصدد إعادة قراءة كتاب Arabia deserta للكاتب تشارلز داوتي Charles M. Doughty. عادة لا أقرأ كتاباً واحداً وأحياناً أعيد قراءة كتاب أكثر من مرة.


■  ماذا تسمعين الآن وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أحب الاستماع إلى موسيقى البلوز والروك أند رول لفترة الخمسينيات والستينيات. كما أستمع أحياناً إلى الأغاني الشرقية الكلاسيكية. أقترح أغنية What a Wonderful Word للفنان لويس أرمسترونغ Louis Armstrong.


بطاقة
باحثة تونسية في تاريخ الفن والعمارة الإسلامية من مواليد مدينة المنستير سنة 1975، تعمل أستاذة جامعية بالمدرسة العليا للهندسة المعمارية بجامعة فلورنسا في إيطاليا. متحصلة على شهادة الدكتوراه في تاريخ العمارة من جامعة نابولي بإيطاليا. أشرفت على العديد من مشاريع التعاون المشتركة في مجال المحافظة على التراث المادي بين دول البحر الأبيض المتوسط خاصة بين إيطاليا وإسبانيا والمغرب وتونس والجزائر.  من مؤلفاتها: "الزخرفة المعماريّة الحفصيّة. دراسة في تاريخ الفن الإسلامي بإفريقية من القرن 7هـ/13م إلى القرن 10هـ/16م" (2004)، و"عمارة القصور في شمال أفريقيا وصقلية" (2015)، و"المدينة. فضاء البحر الأبيض المتوسط" (2021).

وقفات
التحديثات الحية