وقفة مع فوزية أبو خالد

30 يوليو 2023
فوزية أبو خالد في حفل توقيع كتابها الأخير
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع شخصية ثقافية عربية في أسئلة سريعة حول انشغالاتها الإبداعية، وجديد إنتاجها، وبعض ما تودّ مشاطرته قرّاءها. "مشغولة بمحاولة كتابة قصيدة أجمل مما سبقها، وألّا أفقدَ صلتي مع الأجيال الجديدة"، تقول الشاعرة السعودية لـ "العربي الجديد".
 


■ ما الذي يشغلكِ هذه الأيام؟

كيف أُصدر أوامري على المستوى العالمي بالإيقاف الفوري لكل مشاريع الهيمنة والاستقطاب. كيف أصدر أوامري كي أمنعَ منعاً باتّاً قيام حرب نووية، وأطفئ نيران الحروب على كلِّ شبر في الأرض، وألّا يتحوّل الإنسان إلى روبوت، وألا يصيرَ الذكاء الاصطناعي بديلاً للفكر الحرّ والخيال الإنساني. على المستوى الإقليمي، أن أحرّك عصا الشعر السحرية لتقف الصراعات لصالح هذه أو تلك من القوى الخارجية، أو لتقف محاولات فرض أنظمة أيدولوجية بعينها لقيادة المنطقة.
على المستوى العربي أن يكون لنا مشروعٌ نهضوي عربي يخرج على مائة عام من القمع والذل والانكسار. على المستوى الوطني مشغولة بفكرة أن نمضي في طريق التغيير الإيجابي والتحوّلات الجذرية، ولكن على أن يُنجز ذلك بمشاركة الأطياف الوطنية كافّة، وبعلاقة تصالح وطني تليق بالمملكة العربية السعودية، وتؤسّس لتكون قدوة لدول مجلس التعاون والدول العربية كافة. وعلى المستوى الأُسري، يشغلني أن نحيا بكرامة وصحة، وأن نحظى بنعمة العلم، وبفضيلة القراءة، وبنعيم الشعر، والتلاحم الأُسري. أمّا على المستوى الشخصي، فمشغولة لعظمة ترقوتي بمحاولة أن أكتب قصيدة أجمل مما سبقها، وألا أفقد القدرة على التعليم والتعلّم، وألّا أفقدَ صلتي مع الأجيال الجديدة، وأموت وأنا عزيزة غنية بصحّتي وصحبي.


■ ما آخر عمل صدر لكِ وما عملكِ القادم؟

آخر عمل شعري كان ديوان "ما بين الماء وبيني" 2017. وقريباً سيصدر ديوان "شاعرة وشعراء: مشترك الطيش". أمّا في مجال تخصّصي الأكاديمي بعلم الاجتماع، وفي مجال الأدب، فقد صدر لي كتاب "سيرة الأمهات" 2020، بمشاركة خمسين كاتبة وكاتباً سعودياً.


■ هل أنتِ راضية عن إنتاجك.. ولماذا؟

ليس للإنتاج الشعري والأكاديمي سقف رضا، وإلّا لتوقفنا عن الكتابة. 


أن يكون لنا مشروع نهضوي يخرج على مائة عام من القمع 


■ لو قيض لكِ البدء من جديد، أي مسار كنت ستختارين؟ 

المسار نفسه الذي سيؤدي بي لسرقة شعلة الشعر، تجريب وتجريح الأجنحة، ولطرح الأسئلة الصعبة عن العدل والحرية والخبز، كمكوّن أساسي في العمران البشري، من خلال دراسة تخصصي نفسه في علم الاجتماع، أو مسارات علم تساؤلية أُخرى.


■ ما التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟

الإقرار بسنّة التغيير والتعامل بشكل خلّاق مع هذه السنّة ما استطعتُ لذلك سبيلاً.


■ شخصية من الماضي تودين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟ 

السيدة خديجة بنت خويلد، رضي الله عنها، لأتعلّم سعة أُفقها وقدرتها الفذّة على اتخاذ قرارات صعبة على صعيد شخصي، وعلى صعيد اقتصادي اجتماعي وسياسي. 


■ صديق/ة يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه دائماً؟

الكثير جداً من الكتب أعود إليها، وخاصّة الشعر. بعضها من باب الحنين، وأخرى لقراءتها بعين جديدة، وبعضها الآخر تجديداً لمتعة العقل والوجدان. أعود كثيراً إلى الشاعرة ليلى الأخيلية، وإلى الفنانة التشكيلية المكسيكية فريدا كاهلو.

يشغلني طرح الأسئلة الصعبة عن العدل والحرية والخبز 

■ ماذا تقرئين الآن؟ 

أقرأ حالياً كتاب "صبا نجد: شعرية الحنين في النسيب العربي الكلاسيكي" من تأليف البروفيسور ياروسلاف ستيتكيفييتش. كذلك أقرأ من شعر المعلّقات، والشعر العربي الكلاسيكي.


■ ماذا تسمعين الآن وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟

"الراعي الوحيد" لجورج زامفير، وموسيقى الرحابنة بشكل عام، إضافة إلى موسيقى رياض السنباطي. وأقترح أغنية "الأطلال" لأم كلثوم.



بطاقة
شاعرة وكاتبة وأكاديمية سعودية من مواليد الرياض 1955. تعدُّ من الأصوات الشعرية المجدّدة في الخليج العربي، ولها إسهامات أدبية وبحثية وكتابات حقوقية. حصلت على دكتوراه في علم الاجتماع السياسي وعلم اجتماع المعرفة من "جامعة سالفورد" بالمملكة المتحدة عام 2000. تركز في أبحاثها الأكاديمية على القضايا الاجتماعية وحقوق المرأة والطفولة. من أعمالها الشعرية: "ماء السراب" (1995)، و"شجن الجماد" (2006)، و"تمرد عذري" (2008). 

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون