وقفة مع عبد القادر فيدوح

20 نوفمبر 2021
عبد القادر فيدوح
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع شخصية ثقافية عربية في أسئلة سريعة حول انشغالاتها الإبداعية وجديد إنتاجها وبعض ما تودّ مشاطرته مع قرّائها. "يشغلني ذلك الارتباط الفطريّ بين التاريخ والفن الروائي" يقول الأكاديمي الجزائري في حديثه إلى "العربي الجديد".


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- يشغلني هذه الأيام موضوع الهُوية والذاكرة، وعلاقة الرواية بالتاريخ؛ من منظور أن هناك ارتباطًا فطريًا بين التّاريخ والفنّ الروائي، إذ إنّ كليهما يتضمّن سرد الأحداث بشكل قصصيّ، ولوجود هذه العلاقة بين الفن والتاريخ، أتَّجه إلى قراءة هذا المصدر الثريّ، وهضْم صوَره، وصياغة موضوعاته صياغةً حيّةً نابضة؛ لتغدو وسيلةً للتعبير من خلالها عن استدعاء الذاكرة بما يخدم المستقبل.


■ ما هو آخر عمل صدر لك، وما هو عملك القادم؟
- آخر عمل صدر لي منذ أسابيع، بالاشتراك مع مجموعة من الكتّاب، هو كتاب "حارس الحكايات"، لتكريم الأديب فيصل درّاج. أما آخر ما صدر لي شخصياً، منذ شهر، فهو كتاب "التسامي في الشعر العربي". وهناك أربعة كتب تنتظر النشر الذي كان قد تعطّل بسبب جائحة كورونا.


■ هل أنت راض عن إنتاجك، ولماذا؟
- بكلّ تأكيد. بعد رحلة طويلة مع المنهج التأويلي، استطعت أن أسهم في تأصيل طرائق تحليل النصوص، إذ إن معظم دراساتي ــ التي تربو على الخمسين كتاباً ــ تُعنى بالدراسات التطبيقية للمنجز الأدبي والفكري.


■ لو قيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- حتماً سأختار ما تمّ اختياره في البدء، وهو المنهج التأويلي الذي بدأت به أوّل كتاب لي عام 1981، وكان عن الشعر القديم.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- امتثالاً لمقولة: "كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم"، فأنا من أنصار التغيير الذي يستند إلى تغيير الوعي الفكريّ. صحيح أن الجميع يفكّر في تغيير العالم، ولكن قِلّةٌ فقط يفكّرون في تغيير أنفسهم. أوّل خطوة للنجاح هي تغيير الذات من داخلها؛ لكي تصنع نفسها بما تستحقّ، نحو الأسمى. أُضيف إلى ذلك أنّ في إمكان المرء أن يبدأ من أيّ موقف؛ لأنه وحده مَن يستطيع أن يرفع من هِمّته؛ لذلك يكون التغيير واجباً. فإذا نجح المرء في تغيير ذاته، عندها يمكن أن يشعر بقيمة النهضة، وبالاستكمال، والإنماء، وبكلّ ما يُرادُ له من الازدهار والنجاح تباعًا. والحال هذه أن قناعتي: أن لا تغيير من غير مرونة، أو من دون تفكير.


■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟ 
- هما شخصّيتان: الباحث عبد الملك مرتاض، والباحث عبد الله بن حلّي؛ هما معًا جسَّدا معنى حُبّ العلم، لما لهما من رصانة، ورجاحة عقل. لهما منى خالص التقدير، مع موفور الصحّة والعافية.
 

■ صديق يخطر على بالك، أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- أمّا الصديق فهو الباحث عبد الله العشي، الذي تربطني به علاقة محبّة منذ جلوسنا على مدرجات "جامعة وهران" في سبعينيات القرن الماضي، وما زالت علاقتنا توثِّقها البواعث العلمية، والمسوّغات الفكرية حتى اليوم، والآصرة الأخوية. أمّا خير جليس من الكتب فهو كتابُه، جلّ شأنه.


■ ماذا تقرأ الآن؟
- أقرأ الآن عن كلّ ما يتعلق بالهُوية والذاكرة في السرد.


■ ماذا تسمع الآن؟ وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أستيقظ في كلّ صباح على أنغام سفيرة الغناء، المطربة المتألّقة فيروز، أطال الله عمرها.


بطاقة
أكاديمي من مواليد مدينة معسكر في الجزائر، عام 1948. عمل لسنواتٍ طويلة في "جامعة وهران"، و"جامعة الفاتح" بليبيا، و"جامعة البحرين"، ثمّ في "جامعة قطر". يهتمّ في دراساته بالنظرية النقدية المعاصرة، وبنظرية السرد والدراسات السيميائية. له ما يزيد على خمسين كتاباً، كان آخرها "التسامي في الشعر العربي". له عددٌ من الأعمال قيد النشر، ومن بينها "الخطاب الواصف ومؤولاته في الشعر المعاصر"، الذي سيصدر قريباً.

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون