"وزان الجهوي للكتاب".. دورة عاشرة بالحدود ذاتها

17 ديسمبر 2022
(من المعرض)
+ الخط -

طالما تركّزت معارضُ الكتب في المُدن الكبرى، واعتُبرت سوقاً مضمونة الأرباح لدُور النشر، الأمر الذي حرمَ المدن والبلدات الطَّرفية من الانتفاع بحقّ عمومي، فضلاً عمّا تخلقه هذه المركزية من استقطابات داخل البلد الواحد، الأجدر بالعاملين في القطاع الثقافي تبديدها لا تكريسها.

تحت عنوان "الكتاب في خدمة التنمية الجِهوية"، انطلقت يوم الإثنين الماضي فعالياتُ الدورة العاشرة من "معرض وزان الجهوي للكتاب"، في المدينة المغربية الواقعة بالقرب من تطوان، والتي تتواصل حتى يوم غدٍ الأحد؛ في محاولة من المنظِّمين ("المديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل")، للعمل على "تعزيز الذاكرة الروحية والتاريخية" لحاضِرة "دار الضمانة" أحد أسماء المدينة.

ورغم ما تعنيه مثلُ هذه الفعاليات بالنسبة للمناطق والجِهات الريفية التي يغلبُ عليها التهميش والانقطاع، إلّا أن اقتصارها على أن تكون مجرّد موعد سنوي يُعقد في أوقات محدّدة ثم ينقضي أثره طيلة أيام العام، يحوّل أية تظاهرة، مهما كانت عالية التنظيم، إلى مجرّد أشغال روتينية من أشغال وزارات الثقافة العربية.

ولعلّ قائمة العناوين المشاركة في "وزان للكتاب"، والتي لم تتجاوز 600 عنواناً، تكشف عن شيء من تلك الروتينية والمحدودية، فالمعرض في دورته العاشرة، ومن المفترض أن تكون المساهمات أكبر بكثير، فالجميع يعلم مدى تعطّش المناطق الجهوية لتنوّع في العناوين، والذي يجب أن يترافق مع غِنىً في المضامين أيضاً.

يُشار إلى أن المعرض يقتصر على الإصدارات التي تنتجها دُور النشر المغربية المحلّية، والتي سجّلت ثلاثون منها حضورها فيه. وتنتظم في المعرض فعالياتٌ أُخرى، حيثُ يؤرّخ الفنّان محمد حمامو لذاكرة المدينة من خلال معرض فوتوغرافي، ويقيم التشكيلي إسماعيل فضالي معرضاً آخر، إلى جانب مساهمة من "مركز الطيّب الصديقي للتفتّح الفنّي والأدبي".

كذلك شهد المعرض جملةً من الندوات، منها: "الموروث الثقافي بين التعريف والتثمين: إقليم وزان نموذجا"، وذلك في سياق التعريف أكثر بتاريخية ورمزية المدينة.  كما تُعقد، اليوم وغداً، ورشاتٌ في مبادئ القراءة الشعرية موجّهة للناشئين، وكذلك عروضٌ مسرحية وأنشطة في الرسم والحكاية والقصة.

المساهمون