"وزارة الثقافة الفلسطينية": غزّة بعد أربعة أشهر من العدوان

14 فبراير 2024
آثار القصف الإسرائيلي على مكتبة بلدية غزّة
+ الخط -

منذ بدء العدوان الصهيوني على غزّة في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أصدرت وزارة الثقافة الفلسطينية ثلاثة تقارير شهرية تضمّنت إحصائيات وبيانات حول جميع الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الثقافية، والشهداء من الكتّاب والفنانين في القطاع.

تقرير رابع نشرته الوزارة أمس الثلاثاء تشير مقدّمته إلى أن "الحرب التي يشنّها الاحتلال على شعبنا تطال البشر والحجر والشجر والمكان والزمان بماضيه وحاضره ومستقبله، في محاولة بائسة لطمس الهوية الوطنية ومحو الذاكرة الجمعية لشعبنا، وتدمير كلّ شواهد وجوده وارتباطه بالأرض".

ويسعى التقرير إلى رصد أبرز ما تعرّض له قطاع الثقافة بعد مرور أربعة أشهر على هذه الحرب من خلال البيانات الأولية التي تمكّنت طواقم الوزارة في غزّة، وفي رام الله، من جمعها وتصنيفها، كما يؤكد أن هذه البيانات أولية لأن الحرب مستمرة، ولأن جيش الاحتلال يحاصر المناطق ويمنع دخول الصحافيين، وحتى بسبب خطورة الوضع فإن السكان لا يستطيعون الوصول إلى كثير من الأماكن التي تمّ استهدافها، أو تلك التي تقع قرب أماكن تواجد الدبابات والدوريات الإسرائيلية.

وذكَر التقرير أن 44 كاتبًا وفنانًا وناشطًا في حقل الثقافة قد استشهدوا خلال الأشهر الأربعة الماضية، إلى جانب تضرر 32 مؤسسة ومركزًا ومسرحًا إما بشكل جزئي أو كامل، وشملت الأضرار أيضًا تضرر 12 متحفًا وتضرر 2100 ثوب قديم وقطع تطريز من المقتنيات الموجودة في المتاحف أو ضمن المجموعات الشخصية، وتضررت 9 مكتبات عامة و8 دور نشر ومطابع. 

44 كاتبًا وفنانًا وناشطًا في حقل الثقافة قد استشهدوا منذ بدء العدوان

وأورد بأن قرابة 195 مبنى تاريخيًّا يقع أغلبها في مدينة غزة تم هدمها بشكل جزئي أو كامل ومنها ما يستخدم كمراكز ثقافية ومؤسسات مجتمعية، بجانب تضرر 9 مواقع تراثية و10 مساجد وكنائس تاريخية تشكل جزءًا من ذاكرة القطاع.

كما أشارت الوزارة إلى أن جيش الاحتلال يعمد إلى تدمير الميادين العامة والنصب والأعمال الفنية فيها، بجانب تدمير الجداريات الفنية في الأماكن العامة وعلى طول شاطئ بحر مدينة غزة، مبيّنة أن طواقمها رصدوا تدمير 27 جدارية فنية.

وقالت الوزارة إن هناك عمليات سرقة مهولة يقوم بها جنود الاحتلال للمقتنيات الفنية والتراثية واللقى الأثرية، حيث يواصلون عدوانهم الشرس بعد دخول هذه المقتلة الشهر الخامس، ما يؤكد ضرورة التحرك من أجل وقف هذا العدوان بشكل كامل حتى يتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه من تراث فلسطين وثقافتها.

عمليات سرقة مهولة يقوم بها جنود الاحتلال للمقتنيات الفنية والتراثية

ولفتت الوزارة إلى الخسارة الكبرى التي مُني بها قطاع الفن التشكيلي الفلسطيني في قطاع غزة نتيجة هدم مراسم الفنانات والفنانين، سواء تلك الموجودة في بيوتهم أو الموجودة بشكل منفصل، حيث لم يعد لديهم أي لوحة من لوحاتهم، بجانب هلاك الأعمال الفنية من منحوتات ولوحات وآلات موسيقية كانت تقتنيها المؤسسات والجامعات والمراكز، ناهيك عن المقتنيات الفنية الشخصية.

واعتمد التقرير الإحصائيات الموثقة لعام 2022، والتي تبين عدد المراكز الثقافية والمسارح والمكتبات العامة ودور النشر والتوزيع ومراكز بيع الكتب، والمشاركون في الأنشطة الثقافية سنويًا، حيث يتضح كامل مشهد التدمير والتخريب الذي يقوم به العدو الصهيوني، وأُرفق التقرير بالصور التي توثّق قصف جميع هذه المراكز.

المساهمون