قدّمت الفنانة التونسية وجيهة الجندوبي (1960) خلال تجربتها التي تجاوزت ثلاثة عقود، العديد من العروض على الخشبة، بالإضافة إلى مشاركتها في أفلام سينمائية والعديد من المسلسلات التلفزيونية، نزعت في كثير من أدوارها نحو الكوميديا.
في مسرحيتها الجديدة "بيغ بوسة"، تتوّجه الكوميديا هذه المرة نحو الواقع السياسي في بلادها، الذي يتكشّف عبر الحياة اليومية في ظهور المسؤولين على تنوّع مناصبهم ونفاقهم وزيفهم من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية من جهة، أو في ترهل وضعف أداء المؤسسة البيروقراطية التي تزداد عيوبها ومشاكلها يوماً بعد يوم.
تُقدّم الجندوبي المسرحية عند العاشرة من مساء الجمعة المقبل، في "مسرح البازيليك" بمدينة طبرقة (125 كلم شرق تونس العاصمة)، ضمن فعاليات الدورة التاسعة والخمسين من "مهرجان طبرقة الدولي"، التي تتواصل حتى الرابع من آب/ أغسطس 2023.
يروي العمل قصة موظّفة بأحد الصناديق الاجتماعية التابعة للحكومة، وتُدعى جليلة، تتلقّى ذات صباح رسالة نصّية من رئيس الجمهورية تبلّغها قرار تعييينها وزيرة، فتنقلب حياة السيدة التي تنتمي إلى عائلة متوسطة الحال رأساً على عقب، حيث تحوّلت في فترة قصيرة إلى صاحبة نفوذ وسلطة.
تحتوي المسرحية على مجموعة من المواقف الساخرة التي تُظهر مواضيع عدّة منها عدم تصديق جليلة أنها تحوّلت إلى شخصية عامة، فيظهر ضعفُها حيال السلطة، كما تطرح مسائل عديدة تتّعلق بالفروق الشاسعة بين الطبقة الحاكمة وبقية طبقات الشعب، وتبدو في كثير من المشاهد قريبة من الأحداث اليومية التي يعيشها المواطن التونسي.
كما تتحدّث الجندوبي عن واقع المرأة حيث تتناسخ وجوه النساء وأجسادهنّ بفعل عمليات التجميل، مستعرضة كيف تنظر المرأة إلى نفسها، وكيف يتعامل معها المجتمع عموماً، خاصة حين تتحوّل إلى شخصية عامّة، من خلال تكثيف العديد من المُفارقات.
تنتمي المسرحية إلى المونودراما التي تؤدّيها الجندوبي بنفسها، وتأتي بعد مشاركتها كممثلة في العديد من الأعمال المسرحية منها "حوارات مرّة" (2007) للشاذلي العرفاوي، و"مدام كنزة نص" (2008) للمنصف ذويب، ومشاركتها الإخراج مع الشاذلي العرفاوي في مسرحية "العفشة مون أمور" عام 2013.