نشأت الفنانة السويسرية الفرنسية هيلين بينيه (1959) في عائلة من الموسيقيين، ودرست الفوتوغراف في "المعهد الأوروبي للتصميم" بروما، وعملت في دار الأوبرا بجنيف حوالي عامين، قبل أن تتحول إلى التصوير المعماري، حيث يمكنها أن تتأمّل مشاهدها لوقت طويل بدلاً من التقاط صور سريعة للأزياء والممثلين والديكورات.
كان ذلك في منتصف الثمانينيات، حين تابعت محاضرات لعدد من المعماريين في ميلانو والبندقية، وبدأت العمل على فيلم قصير حول مفاهيم جديدة في الأعمال الإنشائية والتصميمات الهندسية، لتطرح على نفسها أسئلة تتعلّق بهوية الإنسان داخل المبنى الذي يسكنه وماذا يفعل فيه ولماذا.
"خطوط الضوء: الصور المعمارية لهيلين بينيت" عنوان المعرض الذي افتتح في "الأكاديمية الملكية للفنون" بلندن نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ويتواصل حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري، حيث يوثّق عملها على مدار الثلاثين عاماً الماضية.
حوالي تسعين صورة تستكشف التنوع في المشاريع التي صورتها باستخدام كاميرا تناظرية "أنالوغ"، كونها لا تميل إلى استخدام التصوير الرقمي، وكذلك العديد من الأفلام التي تعكس تغيّرات العمارة خلال تلك الفترة، والتمايزات بين عدد من أبرز المهندسين في العالم في تعاملهم مع الضوء والمساحة والشكل.
كما تشتمل الصور المعروضة على مباني معاصرة وأخرى تاريخية لعقد مقارنات بينهما، في أمكنة مختلفة من مدن البحر الأبيض المتوسط وشمال أوروبا والصين والهند وغيرها، في تركيز على علاقة الإنسان بمواد البناء المستخدمة وتطوّر أساليب التعامل معها، مثل تعزيز استخدام الصلب في معظم الإنشاءات الحديثة، وكيفية تغيّر قطع الأخشاب وتصميمها، أو تغيّر شكل مقابض الأبواب والأدراج وتفاصيل المبنى في الحياة المعاصرة.
يضمّ المعرض صوراً لأعمال المعماري السويسري بيتر زومثور (1943)، منها منتجع ثيرم فالز في في بلدة فالز بسويسرا، وكذلك دير سانت ماري دي لا توريت بالقرب من مدينة ليون الفرنسية، والذي صمّمه المعماري الفرنسي السويسري لو كوربوزييه (1887 - 1965).
كما تُعرض عدّة تصميمات للمعمارية العراقية زها حديد (1950 - 2016) مثل محطة فيرتا لإطفاء الحريق في بلدة فايل آم راين الألمانية، و"متحف ريفرسايد" في مدينة غلاسكو الأسكتلندية، إلى جانب تصميمات أخرى لمعماريين مثل الألماني غوتفريت بوم (1920 - 2021)، والنرويجي سفيري فيهن (1924 - 2009)، والأميركي دانيال ليبسكند (1946).