استمع إلى الملخص
- تتناول قصائدها مواضيع مثل الوحدة، الحزن، والبحث عن الهوية، معبرةً عن الألم والضياع بطرق فنية مبتكرة.
- حصلت على الجائزة الوطنية للشعر عام 2008 ولها خمسة عشر ديوانًا شعريًا، مما يعكس تأثيرها الكبير في الأدب اليوناني.
لاجئون
انظُر كيف تتكدّس الخليقة
تحت نظر الإنسان.
ما الذي يتبقّى… ملاءة لا متناهية.
أطرافها سيحملها وحيداً.
سيصنع بقجة الأرضِ المسكونة،
وحتّى بقجةَ السَهب والبحر.
على كتفه سيحملها
ويمضي.
■ ■ ■
أغنية صغيرة لتذكروني
أدوس على ظلِّ شخص غريب.
ألبس ملابس عصفور.
أتكلّم بلغة آلة
مصنوعة من أوتار الماء.
أحزن على إناء الصلصال
الذي يحوي النفس،
تلك التي ولدتُها وربَّيتُها
والتي لا إله يُطيقها.
في العتمات لم ألمس إنساناً.
في وضح النهار ثلج كثيف
فأشدّ عليّ الريش
فيكسرني هذا ويذيبني.
كبرت في مسمكة،
سمكةً كبيرة بلا حراشف
طفلاً لا ضرورة له
لكنّه من أمّ محترمة.
إذ صمّ أذنَيه عن تلعثُم
الأسفار وخبرات العشق
هامةُ ملائكتي بإلهامِ ربّات الوحي
غنّى، أوّلَ الكلّ.
الآن لا أحد. بنظّارتَيَّ الصغيرتَين
أستَشفُّ ارتطاماً وإكليلاً.
هذا العالم المندهش
سيُحرَم الماء والدم.
■ ■ ■
أسطُرلاب
أتكلّم من خلال فقّاعة بخار.
ما سمعني أحد قطّ.
ولم أرتئِ أنَّ الأمر يستحقّ أن يَسمع آخرُ
أنينَ الأرض في خلاياي.
سأموت بهدوء مثل عصفور
يجده شخص في باحته بعد الثلج.
وهكذا يعلم أنْ قد مرّ من هناك
مخلوق غِرّيد ومهاجر.
سيدوم حزن هذه اللُقية
بقدر الخطى إلى أقرب مستوعب نفايات
بعد ذلك سيذهب كلّ واحد إلى عمله.
الحياة واللحد دمية في يد
شاحنة النفايات.
لكنّني هذا المساء سألفّق رُباعيّة
كياسمين من جليد أزرق.
سونيتة من أقحوان في البحر
لتقطفها من تحت الماء أياد صغيرة.
أغنية - كنيسة من ملح
أضيئها برموشي الثقيلة.
سأرسل إشارة من المنارة إلى القوارب
أنّ هناك صخوراً تستقرّ في الدرب المنير
لتغيّر مسلكها حسب وَتَد النَظْم
هناك يتكلّم الغرقى بالفقّاعات،
هناك توجد قيامة أموات.
■ ■ ■
جنس الملائكة
من ضلعي سيُخلَق رجل
من ضلعه هو ستُخلَق شجرته
شجرة عقيم لكن ملأى بالأعشاش.
من الأعشاش ستُخلَق تغريدات
لا ترى لكنّها حماسيّة
كأنَّما تُقابِل الإله للتوّ.
هكذا إذاً سيُخلَق من جسد واحد فردوسٌ واحد.
من هذا الجسم، الفاني، الهشّ،
الذي يحمل رأسي الباهت.
وكما عشت كذلك سأموت،
توأماً، قرينة لنفسي، مذكَّرة.
لكن ما أرغب في خلقه هو
الهواء ملتحياً وخالداً،
زيوس في قمة شجنه
لا، لا يرمي الصواعق، ولماذا قد يفعل؟
له الرثاء، أولويّة أنثويّة،
فوق بيتي المهدمَّ
يندب، يقارع على القرميد
إذ خسر كلّ شيء، نور البصر
صلابة الثلج عند الفجر،
لمعة النزوة والصحّة.
وبقيت له الشيخوخة المتقدّمة فقط
تقترب أكثر فأكثر. بيقين أكبر فأكبر.
* ترجمة عن اليونانية: روني بو سابا
بطاقة
Δήμητρα Χριστοδούλου شاعرة يونانيّة من مواليد أثينا عام 1953. درست الحقوق والأدب، وعملت في مجال التدريس. لها خمسة عشر ديواناً شعريّاً، من بينها: "سرو العمال" (1999) و"استيطان ساحلي" (2017). نالت عام 2008 الجائزة الوطنيّة للشعر وتكريمات أُخرى عديدة.