هناء مال الله.. استكشاف القوة الكامنة للخرائب

12 سبتمبر 2022
من المعرض
+ الخط -

في بداية العام الجاري، شاركت هناء مال الله في معرض جماعي بعنوان "أطلال متزامنة: استكشاف الجانب الرافديني من العراق من خلال الفن المعاصر" مع ستّة فنانين آخرين، في "غاليري بروناي" بـ"كلّية الدراسات الشرقية والأفريقية" (سواس) في لندن.

يحمل المعرض العنوان ذاته لمشروع تعمل عليه الفنانة العراقية (1985) يضيء أربعة مواقع أثرية عراقية تعرّضت إلى الإهمال خلال العقود الثلاثة الأخيرة، من خلال إعادة تمثّلها بوسائط تكنولوجية حديثة لخلق فهم بصري جديد يتيح للزوّار التفاعل معها في اللحظة الراهنة، والتعرّف على السياقات السياسية والاجتماعية التي انعكست سلباً على عمليات حفظ التراث.

"الآثار والأنقاض" عنوان معرضها الذي يُفتتح عند السابعة من مساء بعد غدٍ الأربعاء في "المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة" بعمّان ويتواصل حتى الخامس من الشهر المقبل، بالتعاون مع "غاليري أرتزوتيك".

تتناول مال الله في مشروعها البحثي الجديد حالة الخراب المستمر في بيئة ما بعد الاستعمار، موجّهة اهتمامها إلى تغيير طريقة التعامل مع الآثار باعتبارها جمالية جديدة، والتركيز على التاريخ في الوقت الحاضر، ما تسمّيه "القوة الكامنة للخرائب"، التي قد توفر الأسس لبناء علاقة جديدة بين الماضي والحاضر؛ ذلك الترابط الذي يفكّك الاستمرارية التقليدية للمكان والزمان. 

الصورة
من سلسلة "هدير الخراب" لـ هناء مال الله
من سلسلة "هدير الخراب" لـ هناء مال الله

بذلك، ترى الفنانة أن "هذا الماضي ليس حاضرنا بل مستقبلنا؛ حيث تسكننا هذه الحالة من الخراب المستمر التي تقدم إمكانيات مستقبلية أخرى"، بحسب بيان المنظّمين الذي يشير إلى أن مال الله كفنانة وباحثة تعيش هذه الحالة من الخراب المستمرّ، والتي تُعَدّ بمثابة فرصة قوية للتجديد من خلال السماح للحوار بين تجاربنا مع الآثار القديمة، والاحتلال الاستعماري وأنقاض الحرب.

ومن خلال التنقيب عن الماضي في أدائنا للحاضر، ترسم مال الله علاقات جديدة مع الماضي والمستقبل المحتمل من خلال انتاج أعمال فنية، مما يوفّر إجابة بسيطة لسؤال أساسي يطرحه المعرض، وهو: هل يمكن للأنقاض الأثرية أن تمنحنا فرصة للتعمّق في الماضي لاستقراء مستقبلنا؟

وهنا، تتخيّل الفنانة، وهي تتأمّل في تجربتها الخاصّة في العراق، احتضان المنطقة للآثار والأنقاض، بوصفها بقايا للمواقع الأثرية التي تهيّئ نفسها لتسافر في رحلة عبر الزمن، وهي دليل مادي على مجتمع مضى على وجوده وقتٌ طويلٌ، ولكنه ما يزال يحمل روابط عميقة مع حاضرنا ومستقبلنا. ومن ناحية أخرى، تشير الأنقاض إلى فقدان الثقافة والهوية، باعتباره نتيجة للحرب والفوضى والدمار.

يُذكر أن هناء مال الله تقيم في لندن وهي تحمل درجة الدكتوراه في في فلسفة الرسم من "جامعة بغداد" (2001) عن أطروحتها "الترتيب المنطقي في الرسم القديم لبلاد الرافدين"، كما نالت شهادة الدراسات العليا في الفن الإسلامي والفن الحديث من كلّية الدراسات الشرقية والأفريقية بـ"جامعة لندن"، وأقامت العديد من المعارض في لبنان والأردن والولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها.

المساهمون