هموم شعرية: مع زكي الصدير

19 يونيو 2024
زكي الصدير
+ الخط -
اظهر الملخص
- الشاعر السعودي المولود في 1975 يشارك تجربته الشعرية، مؤكدًا على أهمية القارئ الافتراضي في الكتابة الشعرية ويعتبره جزءًا لا يتجزأ من رحلة الشعر، مما يجعل مقروئية الشعر نسبية تعتمد على تفاعل القارئ.
- يفضل التعامل مع "دار المتوسط" لسياساتها غير الربحية ويرى النشر في المجلات والجرائد وعبر وسائل التواصل الاجتماعي كجسر تواصلي مع القراء، معتبرًا للنشر الاجتماعي تأثير مزدوج.
- يناقش واقع الشعر العربي المعاصر وتحدياته، مؤكدًا على ضرورة الاعتناء بالمحتوى البصري للإصدارات وينتقد فكرة أفضلية الشعر المترجم، معبرًا عن تطلعاته لهوية كونية للشعر العربي في عصر العولمة.

تقف هذه الزاوية مع شاعر عربي في علاقته مع قارئه وخصوصيات صنعته ولا سيما واقع نشر الشعر العربي المعاصر ومقروئيته. "نحتاج اعتناءً بصناعة المحتوى البصري للإصدارات الشعرية" يقول الشاعر السعودي لـ "العربي الجديد".


■ من هو قارئك؟ وهل تعتبر نفسك شاعراً مقروءاً؟  

- لكلِّ شاعرٍ قارئ افتراضي يكتبُ له قصديته، وربّما يكون ذلك القارئ هو انعكاس الأنا في الآخر. لهذا أجدُني مديناً لهذا القارئ/ العدم. وبالتالي فإنّ مقروئية الشاعر أمرٌ نسبيٌّ مُناط بماهية القراءة وسؤال "ما طبيعتها".


■ كيف هي علاقتك مع الناشر، هل لديك ناشر وهل هو الناشر الذي تحلم به لشعرك؟

- منذ أوّل إصدار لي عام 2006 وأنا أتنقّل بين الناشرين، سواء السعوديّين أو الخليجيّين أو العرب، لكنّي الآن أجدني ميّالاً إلى ناشري الأخير "دار المتوسّط"، فقد اعتنى عنايةً خاصّة بإصداري الأخير. أضِف إلى ذلك أنّ عقدي مع الدار كان غير ربحي، إذ لا تتقاضى "دار المتوسط" - حسب تجربتي - أيّ مبلغ للنشر، وهذا أمر يناسبني جدّاً، لأنّي ضدّ نشر الكتب على حساب المؤلّف، فإن كان الناشر مؤمناً بالكتاب، فسيراهن عليه ويتحمّل مسؤولية هذا الرهان.


■ كيف تنظر إلى النشر في المجلات والجرائد والمواقع؟

- أجد فيه جسراً تواصلياً دائماً بين الشاعر وقارئه.


■ هل تنشر شعرك على وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف ترى تأثير ذلك في كتابتك أو كتابة زملائك ممن ينشرون شعرهم على وسائل التواصل؟

- المجموعة الشعرية مشروعٌ كامل، لا بأس في نشر بعضها، أو ما يمثّلها وينقل روحها. لستُ ميّالاً إلى نشر العمل الذي لم يكتمل بعد، فالنشر يفسد مزاجَ المطبخ الشعري. على الشاعر أن يُكمل مناخات عمله بالكامل ثم يكشفه للقارئ، فالنصّ الشعري حاله حال الرواية، لا يمكن قراءته من المنتصف.


■ من هو قارئ الشعر العربي اليوم في رأيك؟

- لا يوجد قارئ للشعر العربي بمعناه الحقيقي الذي يمكن دراسته كطيف وجودي محّدد، ولكن هنالك انزياحات للشعر في السينما والفنون البصرية والأدائية، التي هي ديوان الشاعر الجديد، ويجب العناية بها بمسؤولية أكثر وعياً ممّا هو عليه الآن. صناعة المحتوى الشعري لم تعُد منبرية أو ورقية، بل تجاوزت ذلك إلى منصّات بصريّة ذات حضور جماهيري أوسع، يوتيوب وتيك توك وإنستغرام وغيرها. ربّما على الناشرين الكلاسيكيّين أن يتحوّلوا إلى تلك المنصّات ويعتنوا بصناعة المحتوى البصري لإصداراتهم بالشراكة مع الشعراء صوتاً وصورة.


■ هل توافق أنّ الشعر المترجم من اللغات الأخرى هو اليوم أكثر مقروئية من الشعر العربي، ولماذا؟

- هنالك جملة رائعة قالها أحد أبطال فيلم Paterson: "الشعر المُترجم يشبه الاستحمام بالطلاء". وأنا أتّفق جدّاً مع ذلك. فإمّا أن تقرأ الشعر بلغته الأصلية أو عليكَ الاكتفاء بقراءة سيرة الشاعر لمعرفة أبعاده النفسية والوجودية التي شكّلت وعيه الشعري.


■ ما هي مزايا الشعر العربي الأساسية وما هي نقاط ضعفه؟

- سيقول أنصار قصيدة العمود إنّ علم العروض هو ما يُميّز الشعر العربي، وسيقول شعراء قصيدة النثر إنّه الموسيقى الداخلية، وسيقول آخرون إنّها اللّغة نفسها. ولكن لا شيء من ذلك دقيق ويمكن المراهنة عليه. في ظنّي فإنّ القوّة أو الضعف ليسا في اللغة وإنما في الشاعر نفسه.


■ شاعر عربي تعتقد أن من المهم استعادته الآن؟

- ما الفائدة؟ حتى لو استعدنا الشاعر، فهل سنستعيد منصّاته الشعرية؟ هل سنستعيد التاريخ والجغرافيا والأنا العربية العالية؟!


■ ما الذي تتمنّاه للشعر العربي؟

- أن يكون إنساناً بهوية كونية.


بطاقة

شاعر وكاتب سعودي من مواليد عام 1975. صدر له في الشعر: "جنّيات شومان" (2008)، و"حانة" (2011)، و"شهوة الملائكة" (2013)، و"عودة غاليليو" (2018)، وتصدر له قريباً مجموعة شعرية بعنوان "المبيت في خنادق الملح". له في النثر: "30 شاعراً، 30 قصيدة" (2016). 

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون