هامبورغ.. مُحاوَرة بصرية بين العربية والفارسية

16 يونيو 2024
يتضمّن مساهمة 33 فنّاناً وفنّانة من إيران وبلدان عربية مختلفة
+ الخط -
اظهر الملخص
- المعرض "الهياكل الداخلية - الإيقاعات الخارجية" يبرز التصميم الغرافيكي العربي والفارسي المعاصر، مستكشفًا التقاطعات بين الأبجدية العربية والفارسية ومعالجًا الفوارق الطفيفة بينهما من خلال الدمج والاتحاد.
- يشارك في المعرض 33 فنانًا من إيران والعالم العربي، يقدمون أعمالًا تستلهم تراث الخط العربي وتمثل تيارات التصميم المعاصر، مع التركيز على الاشتقاق والتداخل بين الأبجديتين وتأثيرهما في الشعر والأدب والشعارات السياسية.
- المعرض يوفر مساحة للتجريب ويعرض ملصقات تجارية تنبثق منها تدرجات لونية واسعة، مع التخطيط لإصدار كتاب يجمع الأعمال المعروضة بعد نهايته، مما يعكس مستوى شعبي لافت ويخلق تفاعلًا بين الفن والجمهور.

قد لا يحضر التصميم والخطّ العربيّان في المعارض الأوروبية بالزخم نفسه الذي يحضر به التشكيل، ومن هنا تضعنا مناسبات من هذا النوع غالباً أمام مساحات جديدة. وهذا ما يشتغل عليه معرض جماعي بعنوان "الهياكل الداخلية - الإيقاعات الخارجية: التصميم الغرافيكي العربي والفارسي المعاصر"، الذي سبق أن أُقيمت نسخة أُولى منه عام 2021 في "كلّية مينابولس" بالولاية الأميركية، وافتُتحت نسخته الثانية في "متحف الفنّ والصناعة" بمدينة هامبورغ (MK&G) الألمانية في السادس والعشرين من نيسان/ إبريل الماضي، وتتواصل حتى الحادي والعشرين من نيسان/ إبريل العام المُقبل.

ينطلق المعرض الذي تُنظِّمه المُصمِّمة والقيّمة اللبنانية هدى سميتسهاوزن أبي فارس (من "مؤسّسة خطّ")، من التقاطُعات الكبرى للأبجدية العربية مع الفارسية، الأُولى بثمانية وعشرين حرفاً، والثانية باثنين وثلاثين حرفاً، في عملية دمج واتّحاد تُذيب الفوارق الطفيفة أصلاً بينهما، ولكن مع التركيز على أنّهما عالَمان مُتمايزان، وإن كانا لا يبتعد أحدهما عن الآخر سوى بمقدار أربعة حروف.

يحضر الشعر والأدب إلى جانب الشعارات والهتافات السياسية

ويشارك في المعرض ثلاثة وثلاثون فنّاناً وفنّانة من إيران وبُلدان عربية مُختلفة، يقترحون أعمالاً وتصميمات ومُلصقات ومقاطع فيديو وجداريّات ورسوماً مُتحرّكة وتجهيزات تستلهم تراث الخطّ العربي، وتُمثّل مروحة من تيارات التصميم المُعاصر التي بدأت بالتكوّن خلال القرن العشرين بفضل تطوُّر أدوات التصميم التقنية.

الصورة
من معرض الفارسيةو العربية - القسم الثقافي
مُلصقات ومقاطع فيديو وجداريّات تستلهم تراث الخطّ العربي

تنشَدُّ الأعمال إلى فكرة الاشتقاق والتداخُل بين الأبجديّتين، الأمر الذي يفرض هيكلاً داخلياً واحداً يُفكِّر فيه كِلَا المُصمِّمَين العربي والفارسي، ويخلق شبكة من النصوص البصرية تُحيل إلى داخلها. وبناءً على هذا الفهم الداخلي، يأتي، تالياً، دور الإيقاعات الخارجية والسؤال عن الطريقة التي يستلهم بها المصمّم، وهذه بدورها تمتدّ على قوس واسعة من الشعر والأدب والنصوص، وكذلك الشعارات والهتافات السياسية التي شهدتها شوارع عربية وإيرانية، وهتَف بها مُحتجّون ومُتظاهرون بين طهران والقاهرة.

هناك مساحة واسعة للتجريب والمُلصَق التجاري في الأعمال المعروضة، التي من المُقرّر أن تصدر في كتاب بعد نهاية المعرض، وهذه الملصقات تُحيل بدورها إلى مُستوى شعبي لافت تفتقره معارض الخطّ التي تُركّز على اللغة العالية المتمثّلة في الشعر والآداب فقط، ومن هذه المُلصقات تنبثق تدرّجات لونيّة واسعة تميل في أغلبها إلى ما هو فاقع وله إيقاعه الخاص.

الصورة
من معرض الفاارسية والعربية - القسم الثقافي
مساحة واسعة للتجريب والمُلصَق التجاري

من المُشاركين في المعرض: محمد رضا عبد العلي ورضا عابديني وهوما ديلفاري وأمير كريميان وجلنار قات رحماني وفرهاد فوزاني من إيران، ومريم أبو طالب من مصر، ويوسف أحمد من السعودية، وعزّة علم الدين وخاجاك أبليان وجنى طرابلسي وناجي المير وبهية شهاب وكريستيان ونسرين سركيس من لبنان، وأميمة دجّاني من فلسطين، وهاني شرف من سورية، ووليد بوشوشي من الجزائر، وأسيل بن عمارة من فرنسا.

المساهمون