"نُزهات رياضية".. العمارة الأندلسية خارج المفاهيم المُبسّطة

03 يوليو 2024
من المعرض
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- طارق بن زياد يفتح شبه الجزيرة الإيبيرية في 711م، مؤسسًا حضارة الأندلس التي امتزجت فيها تأثيرات حضارية متعددة، وأدت إلى تشييد صروح معمارية رائعة مثل مسجد قرطبة وقصر الحمراء.
- "نُزهات رياضية في الأندلس" معرض بقرطبة يبرز الجانب الهندسي-الرياضي للمعالم الأندلسية، معتمدًا على دراسة تربط الإرث الحضاري بمفاهيم رياضية مثل التناظر والتماثل.
- المعرض يقدم نظرة جديدة للتراث الأندلسي، مسلطًا الضوء على التأثيرات المتقاطعة في التصميمات المعمارية وينظم جولات ميدانية لتعميق الفهم العلمي والثقافي لهذا التراث.

عندما وصل القائد المُسلم طارق بن زياد إلى مضيق جبل طارق، وأعلن الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الإيبيرية بدءاً من عام 711 للميلاد، لم يكن يعرف، آنذاك، التداعيات التي سيتركها هذا الحدث في الغرب لاحقاً. وفعلاً، كانت القرون الثمانية من الحُكم الإسلامي التي تلت دخول العرب لشبه الجزيرة الإيبيريّة، وتأسيس ما عُرف لاحقاً باسم حضارة الأندلس، حالةً استثنائية في السياق الأوروبي، حيث امتزجت فيها التأثيرات الحضارية للرومان والبيزنطيين والفرس، التي كانت موجودة قبل الفتح، بقيادة روح عظيمة، مع التقاليد والحضارة المحلّية الغنية.

وقد أدّى هذا الامتزاج الحضاري إلى تشييد أبرز الأعمال في تاريخ الفنّ العالمي، مثل "مسجد قرطبة" في مدينة قرطبة، و"قصر الحمراء" في غرناطة، و"مئذنة المُوحِّدين" في إشبيلية، إضافة إلى العديد من الصروح التي كانت ولا تزال رمزاً خاصاً للهوية الأندلسية.

"نُزهات رياضية في الأندلس" عنوان معرض يستضيفه "البيت العربي" في مقرّه بقرطبة، حتى التاسع عشر من تمّوز/ يوليو الجاري، ويهدف إلى تسليط الضوء على الجانب الهندسي - الرياضي للصُّروح الأثرية والمَعالم الحضارية الأندلسية، خصوصاً في ثلاث مدن: قرطبة وإشبيلية وغرناطة، وذلك عبر مزج الفنّ والعِلم في لوحات تعكس التراث الأندلسي في فترات الخلافة الأموية وفترة الموحّدين والنَّصريِّين.

يشمل معالم مثل مسجد قرطبة والمئذنة القديمة وقصر الحمراء

يستند المعرض إلى دراسة أعدّتها "مؤسسة اكتشف"، تناولت مسجد قرطبة، والقصر الملَكي في إشبيلية، و"الخيرالدا" (المئذنة القديمة)، وبرج الذهب، إضافة إلى قصر الحمراء، في محاولة لربط هذا الإرث الحضاري الضخم بمفاهيم الرياضيات، مثل: التناظر والتماثل، والنظام، وبناء الأقواس، و"الجيوديسيا" (المساحة)، والتعديل، والقياسات البشرية، والمضلّعات ومتعدّدات الوجوه، والفسيفساء والمُضلَّعات، والتقسيمات الرياضية، وغيرها، إضافة إلى إبراز أوجه التشابه في التصميم والأقواس والأحجام والأنماط المعمارية. 

ويسعى المعرض عبر اللوحات والتصميمات المشاركة، والتي شملت نتائج الدراسة، إلى تقديم مجموعة متنوّعة من المفاهيم الاجتماعية والثقافية التي يمكن التعبير عنها وتوليفها في وظائف رياضية متنوّعة، ممّا يُساعد على فهمها والاعتراف بها وتقييمها خارج التحديدات التبسيطية للتصميمات المعمارية والهندسية البحتة التي غالباً ما تصف العمارة الأندلسية من المنظور العسكري، لا سيما الدفاعي أو الهجومي، أو الجانب الديني أو الزخرفي.  
 
إلى جانب ذلك، يسعى المعرض أيضاً إلى تقديم نظرة جديدة عن التأثيرات المتقاطعة، أي تلك الاستخدامات الرياضية التي يتم تكرارها ومحاكاتها عبر الزمن في التصميمات المعمارية، مثل العلاقات بين أبنية النصريِّين في غرناطة، أو بني عباد في إشبيلية، أو مسجد قرطبة، كل هذا من أجل تقديم نظرة عِلمية جديدة ومُحدّثة للتراث الأندلسي. 

وبالتوازي مع المعرض، تُنظّم "مؤسسة اكتشف" بالتنسيق مع "البيت العربي" جولات ميّدانية على أهمّ المعالَم الأثرية في الأندلس، حيث يشرح متخصّصون في الأبنية الأندلسية هذه المعالم الرياضية على أرض الواقع. 

آداب وفنون
التحديثات الحية

 

المساهمون