"نظرة على السينما الإيطالية": عشرة أفلام في القاهرة

15 يونيو 2023
من "جفاف" (2022) لـ باولو فيرتزي
+ الخط -

في القسم الذي يخصّصه للسينما الإيطالية (أو للواقعية الجديدة الإيطالية، بشكل أدقّ) من الجزء الخامس من سلسلته الفيلمية "تواريخ السينما"، يقول المخرج السويسري ـ الفرنسي جان لوك غودار إن "الفيلم السينمائي الوحيد الذي قاوم الاحتلال الأميركي للسينما، وقاوم الطريقة التبسيطية لصناعة السينما، كان فيلماً إيطالياً". عبارةٌ يقولها بصوته بينما تظهر للمُشاهد، على الشاشة، لقطاتٌ من عدد من روائع السينما الإيطالية، ولا سيّما من "روما، مدينة مستسلِمة" (1945) لـ روبرتو روسيليني، الذي يخبرنا غودار أنه الفيلم الإيطالي الذي يقصده.

ويكمل غودار تعليقه بطرح سؤال وجواب يلتقطان، ربما، جوهر السينما الإيطالية: "كيف استطاعت السينما الإيطالية أن تكون عظيمةً إلى هذا الحد، مع أن جميع المخرجين، من روسيليني إلى فيسكونتي، ومن أنطونيوني إلى فيليني، لم يسجّلوا الصوت بشكل متطابق مع الصور؟ ثمّة جوابٌ واحد: هو أن لغة أوفيد وفيرجيل، لغة دانتي وليوباردي مرّت بشكلٍ ما في صورهم".

أمس الأربعاء، انطلق في سينما "زاوية" بالقاهرة برنامج "نظرة على السينما الإيطالية"، والذي يستمرّ حتى السابع والعشرين من حزيران/ يونيو الجاري، بمعدّل عرضٍ أو عرضين كلّ مساء.

ويشمل البرنامج عشرة أفلام، ستّةٌ منها مُعاصرة، في حين تعود الأفلام الأربعة المتبقيّة إلى المخرج ميكل آنجلو أنطونيوني (1912 ــ 2007) الذي تستعيده "زاوية" من خلال أفلامه "المغامرة" (1960)، و"الكسوف" (1962)، و"الصحراء الحمراء" (1964)، و"صورة مكبَّرة" (1966)، التي تُعرَض بين الأحد والثلاثاء المقبلين، ثم يُعاد عرضها بين 24 و27 من هذا الشهر.

أمّا الأفلام المُعاصرة، فتتوزّع بين أشرطة وقّعها مخرجون ومخرجات من إيطاليا، وأُخرى أنجزها مُخرجون من بلدان أُخرى حول إيطاليا؛ حيث افتُتح البرنامج، مساء أمس، بعرض "الجبل الثامن" (2022) للبلجيكييْن فيليكس فان غروننغن وشارلوت فانديرميرش، الذي تدور أحداثه في قرية هادئة بجبال الألب الإيطالية.

ويُعرَض مساء اليوم (عند التاسعة بتوقيت القاهرة) فيلم "جفاف" (2022) لـ باولو فيرتزي، الذي يتخيّل مدينةً (هي روما) لم تهطل عليها الأمطار منذ ثلاث سنوات، ما يتسبّب بقلْب سلوكيات الناس وعاداتهم رأساً على قلب.

أمّا مساء الغد (الساعة التاسعة)، فيُعرَض الفيلم التسجيلي "الزحف إلى روما" (2022) للمخرج البريطاني مارك كازنز، الذي يعود إلى فترة صعود الفاشية في البلد وانتقالها إلى خارجه في ثلاثينيات القرن الماضي. 

يشمل البرنامج أيضاً عرض كلٍّ من "نوستالجيا" لـ ماريو مارتوني، و"الأميرة" لـ روبرتو دي باوليس، و"الطائر الطنّان" لـ فرانشيسكا أركيبوجي، وهي أفلامٌ خرجت جميعها إلى الصالات العامَ الماضي.

المساهمون