نذير الطنبولي: الرسم بعيداً عن سُلطة العقل

16 سبتمبر 2022
من المعرض
+ الخط -

لم يمض وقتٌ طويل على خروج المحلّل النفسي النمساوي سيغموند فرويد بأطروحاته حول اللّاوعي، مطلع القرن الماضي، حتى تلقّف الفنّانون ــ ومعهم الشعراء والكتّاب ــ أفكاره هذه ليبنوا عليها رؤاهم ونظراتهم الخاصّة إلى ذواتهم والعالم، ضمن عوالمَ غرائبية لم يسبق أن عرفها تاريخ الفن التشكيلي.

هكذا وُلدت تيّارات ومدارس مثل السريالية، والدادائية وغيرها من التجارب الفنّية التي حفرت في الأرض البكر التي اكتشفها فرويد، معتمدةً على أساليب مثل التداعي الحرّ، والارتجال، بحيث تعبّر الذات اللاواعية بحُرّية عن نفسها، بعيداً عن سُلطة العقل والوعي.

إلى هذه النظرة الفنية تنتمي الأعمال التي يقدّمها الفنان المصري نذير الطنبولي في معرضه الجديد "حكايات من الغابة الذهبية"، الذي يُفتَتح يوم الخميس 22 أيلول/ سبتمبر الجاري في "غاليري كريستين هيلّيارد" في لندن، حيث يستمرّ حتّى 29 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

الصورة
من المعرض
من المعرض

يرسم الفنّان المقيم في بريطانيا أشكالاً بشرية وحيوانية، وأشكالاً هجينة هي خليطٌ منهما، وذلك ضمن عوالم هي أقرب إلى الحُلم في بنيتها، أو بالأحرى في لا بُنيتها: حيث تتداخل الأجساد والأنواع الحيّة والأزمنة في اللوحة الواحدة، ويخفّ حضور عناصر الواقع من ثبات وجاذبية أرضية وغيرهما.

ولا يذهب الفنان إلى هذه السريالية للتجريب فحسب، بل في محاولة للوصول إلى تعبيرات حِسّية قد تحول سلطة العقل دون الوصول إليها، وهي تعبيراتٌ تقود الإنسان إلى بساطته الأولى، وتضعه أمام علاقته الوثيقة بالعالم وبباقي الكائنات الحيّة.

من هنا رّبما، أي من هذا التواشُج بين الإنساني والحيواني والنباتي، يأتي خيار الفنان المصري منْح ألوان وتكوينات موحّدة للإنساني والحيواني، كما في لوحة هذه الفتاة التي تعتلي فرساً أو أيلاً تتقاسم معه اللون والموتيفات، وكأنهما مصنوعان من القماشة نفسها.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون