تُركّز معظم الكتابات حول العمارة في فلسطين والمنطقة العربية خلال النصف الأوّل من القرن العشرين على أعمال المعماريّين والمُخطِّطين الاستعماريّين، ودورهم في بناء وتخطيط المدن العربية، مع اهتمام أقلّ بدور نظرائهم العرب.
في محاضَرة تحتضنها "دارة الفنون" في عمّان، عند السادسة من مساء الخميس المُقبل، تحت عنوان "طلائع المهنة: المعماريون العرب في القدس الانتدابية"، يُضيء الأكاديمي والمعماري ندي أبو سعادة على أعمال جيل رائد من المعماريّين العرب في بدايات القرن العشرين، وتحديداً المعماريين الفلسطينيّين في القدس.
تتتبّع المحاضَرة، التي تأتي ضمن سلسة "ديوان المعمار" الشهرية، المسارات المهنية للمعماريّين الفلسطينيين، وتطوُّرها منذ أواخر العصر العثماني وحتى فترة الانتداب البريطاني؛ حيث يلاحظ أبو سعادة أنّه، وعلى الرغم من أنّ هؤلاء المعماريين كانوا يعملون في سياق استعماري، إلّا أنّهم استطاعوا صياغة فهمهم الخاصّ لمهنة العمارة، كما اعتبروا أنفسهم جزءاً من مسعى أوسع لتطوير مهنة العمارة عربياً.
كما تستعرض المحاضَرة، بحسب المنظّمين، الروابط العابرة للحدود بين المشهد المعماري الفلسطيني ونظيره في المنطقة العربية خلال النصف الأول من القرن العشرين.
يتطرّق أبو سعادة، أيضاً، إلى المعرض العربي الأوّل في فلسطين، والذي أُقيم بين سنتَي 1931 و1934، وكان محوراً لمعرض توثيقي أقامه العام الماضي في "مركز خليل السكاكيكي الثقافي" برام الله، بعد رحلة بحثية استغرقت خمس سنوات خلال دراسته الدكتوراه في "جامعة كامبريدج" البريطانية.
حاز ندي أبو سعادة درجتَي الماجستير والدكتواره في العمارة من كامبريدج، وهو يعمل حالياً زميلاً لمرحلة ما بعد الدكتوراه في قسم العمارة بـ"المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا" في زيورخ. وقبل ذلك، عمل زميلاً لما بعد الدكتوراه في "برنامج الآغا خان للعمارة الإسلامية" في "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" في الولايات المتّحدة، كما شارك في تأسيس مجلّة "العمران العربي". وبالإضافة الى عمله الأكاديمي، يعمل قيّماً ومساهماً في معارض بالمنطقة العربية وخارجها.