يشهد "متحف بيناكوتيكا" في ساوباولو، في البرازيل، أول معرض لفن السكان الأصليين فقط منذ أكثر من 100 عام، بحسب بيان المتحف، والذي يقام حالياً بعنوان "فيكسوا: نحن نعلم"، ويتواصل حتى 22 آذار/مارس، حيث يعرض أعمال 23 فنانًا من السكان الأصليين ومجموعات فنية من أعراق ومناطق مختلفة في جميع أنحاء البرازيل.
يسعى الفنانون من خلال اللوحات والمنحوتات ومقاطع الفيديو والصور والتركيبات إلى تحويل الفن إلى لفت الانتباه إلى تأثيرات الأعمال التجارية الزراعية والسياسة وتغير المناخ على أراضيهم. كما أن المعرض يهدف إلى إقامة حوار مع ثقافات السكان الإصليين وتاريخهم وواقعهم اليوم، وتجسيد الجوانب المعرفية أو الإدراكية.
من أبرز المشاركين الفنان أيلتون كريناك، والذي يعتبر أيضاً من أبرز الكتّاب من السكان الأصليين في البرازيل يعرض عملين، واعتبر أن "فيكسوا" بتعبيره "فرصة لتعرية الأوقات العصيبة للغاية التي يمرّ بها السكان الأصليون نتيجة للعنف السياسي المرتكب ضدّ حقوقهم في البرازيل".
يتصدّر المعرض أربعة فهود طينية تنظر إلى الزوار من خلال دروع زجاجية، هي منحوتات للفنانة تاميكوا تكيسي، إحدى أفراد شعب باتاكسو الأصليين، وهذه الفهود ترمز لحرّاس الذاكرة، وهم كذلك يمثّلون المستقبل بالنسبة للفنانة.
بدوره، يقوم الفنان جيدر إسبيل في أعمال الفيديو التي يشارك بها بتناول تسليع معرفة الشعوب الأصلية، ويقول عن مشاركته إنه يرى في "كل معرض لفن السكان الأصليين يدور في المقام الأول حول فضح جميع الجرائم التي تحدث اليوم، وتضيف "نريد استخدام الفن لتوسيع نطاق هذا الصراع".
كذلك يعرض إسبيل عمله "شجرة كل المعرفة" وهي لوحة تفاعلية بها توقيعات رقمية لأشخاص من أجزاء مختلفة من الأميركيتين. ولد إسبيل في ولاية رورايما، وعاش حتى سن 18 في ما يعرف الآن بإقليم رابوزا سيرا دو سول للسكان الأصليين، وهي محمية تبلغ مساحتها 1.7 مليون هكتار (4.3 مليون فدان) يسكنها بشكل أساسي شعب ماكوكسي.
ووفقا له ، فقد تعرّض هؤلاء تاريخياً للتهديد من قِبل مربي الماشية وعمّال المناجم ومزارعي الأرز، الذين بدأ وجودهم في المحمية في الازدياد في السبعينيات. يقول إسبيل: "تم ترسيم المنطقة بأكملها وهذا الترسيم معرض لخطر دائم بالإلغاء".