نجيب محفوظ.. ثرثرة في عيد ميلاده

11 ديسمبر 2021
محفوظ في كاركاتير لـ روميرو برنال/ إسبانيا
+ الخط -

بات من الدارج أن تكون عودة ذكرى ميلاد الكاتب المصري نجيب محفوظ (1911 - 2006)، كل 11 كانون الأول/ ديسمبر من كل عام، مناسبة لإضاءة عوالمه واستعادة أعماله، وهو تقليدٌ محمودٌ في مجمله حيث يعيد تغذية الثقافة العامة بمنجز كاتب وازن، لكن هذه العودة باتت تتسم بالكثير من التكرار.

تنتشر في يوم ميلاد محفوظ مواد صحافية كثيرة، ولكن القليل منها ما يقدّم إضافة حقيقية حوله، وفي الغالب نجد استعادات سريعة لعدد من أشهر أعماله؛ مثل الثلاثية و"الحرافيش" و"اللص والكلاب"، ناهيك عن إعادة سرد قصص منع رواية "أولاد حارتنا".

وأكثر من ذلك، يزداد تقديم محفوظ من خلال الأفلام المقتبسة من رواياته، مثل "ثرثرة فوق النيل" و"الحب فوق هضبة الهرم"، ومسلسل "بين القصرين"، في حين أنها أعمال تنتمي إلى مخرجيها أكثر منه، وهو نوع من تسطيح العلاقة مع الكاتب المصري.

في هذا العام، لم يجر تنظيم محاضرات بارزة حول صاحب "أفراح القبة"، ولن يخفى أن معظم المحاضرات، حين تُنظّم، باتت تقدّم المكرّر بالعودة إلى صنعة بناء الشخصيات والأمكنة، وتفسير أسباب النجاح العالمي. من هذه الزاوية، نقف على الكثير من مواطن الخلل في مجال البحث الأدبي.

في السنوات الأخيرة، برزت كذلك ظاهرة اللعب على ذكرى الميلاد لغايات تسويقية، حيث تظهر، خصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي، لتنتشر إعلانات بيع روايات نجيب محفوظ، ومرة أُخرى يتم ذلك أساساً للأعمال المشهورة والمكرسة عبر السينما والتلفزيون.

المساهمون