تعدُّ الجالية الفلسطينية في تشيلي الأكبر من نوعها بأميركا اللّاتينية، بل هي ثاني أكبر وجود للشعب الفلسطينيّ في الخارج بعد الأردن. فقد هاجر الفلسطينيون إلى تشيلي بعد نكبة عام 1948، وكذلك بعد نكسة 1967، وتبعت ذلك موجات هجرة واسعة في أعقاب الحرب الأهلية اللبنانية، والاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، كما حدثت موجات أُخرى لاحقاً.
وبسبب هذا الوجود الكبير للجالية الفلسطينية وانتشارها في تشيلي، كانت السردية الصهيونية ضعيفة في تلك البلاد، لأن فيها من يروي الحقائق ويوضّح تاريخ القضية. وقد بدا ذلك واضحاً من خلال المظاهرات الشعبية التي خرجت في شوارع المدن التشيلية، مؤخّراً، تنديداً بـ العدوان الصهيوني على غزّة وللمطالبة بإنهاء الاحتلال.
ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل أُقيمت العديد من النشاطات والفعاليات الثقافية والمحاضرات والندوات التي توضّح حقيقة العدوان وتُعرّف بتاريخ النضال الفلسطيني. ضمن هذا الإطار، أعلنَ تلفزيون "هسبان 1" ذو الانتشار الكبير في البلاد، وفي قارّة أميركا اللاتينية عموماً، عن انطلاق برنامج "نافذة على فلسطين"، حيث سيقدّمه المهندس المعماري والسياسي التشيلي من أصل فلسطيني دانييل حذوة.
يشغل حذوة حالياً منصب عُمدة منطقة ريكوليتا، وسيطلّ على مُشاهدي القارّة اللاتينية كي يفتح نافذة على الثقافة الفلسطينية، ويسرد حقيقة القضية والكفاح الفلسطيني من أجل الحرّية.
ومن المفترض أن تبدأ الحلقة الأولى من البرنامج في الأسبوع الأول كانون الثاني/ يناير المقبل، كما أعلنت القناة في فيديو ترويجي، حيث ظهر حذوة وهو يتكلّم عن دور الولايات المتّحدة في دعم الصهاينة والطغيان الحاصل في غزّة، وقال: "إن الولايات المتحدة تعتبر المسؤولة الأولى عن معاناة الشعب الفلسطيني، بسياستها الداعمة لإسرائيل، ومعاناة شعوب العالم كلّها".