نازلي مدكور.. رسم الطبيعة ومحوها

18 مايو 2021
(من المعرض)
+ الخط -

شكّلت وجوه النساء في الصحراء موضوعاً أساسياً للوحة نازلي مدكور طوال سنوات سابقة، في محاولة لإظهار العلاقة بين الإنسان والمكان وتأثيرها على مشاعره ودواخله، ضمن تنويعات لا تنتهي على مشاهد الطبيعة التي تشكّل ثيمة أساسية، يكون الجسد البشري عنصراً فاعلاً فيها أو أثره لا يزال حاضراً.

بعد نيلها درجة الماجستير في الاقتصاد السياسي، توجّهت الفنانة التشكيلية المصرية (1949) منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى الرسم، حيث سافرت إلى إيطاليا ثم إلى الولايات المتحدة لدراسة الرسم والاطلاع على الفن وتاريخه، لتقيم أول معارضها الفردية في القاهرة عام 1982.

"تأملات" عنوان معرضها الجديد الذي يُفتتح عند الثانية من بعد ظهر غدٍ الأربعاء في "غاليري بيكاسو للفن" بالعاصمة المصرية، ويتواصل حتى الحادي عشر من الشهر المقبل، ويضمّ حوالي ثلاثين لوحة نفّذتها خلال العامين الأخيرين.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

 

تواصل مدكور تقديم لوحات تنتمي إلى أسلوبها التجريدي التعبيري من خلال تركيزها على تضاريس تبدو مقتطعة من أي مكان في الطبيعة، لكنها في الحقيقة لم تعدّ متصلة أو منسوبة إليه، إذ يمكن النظر إليها كجزء من تكوين بصري مُحدث لكنه يتمتع بتدفق لوني وانسياب في التشكيلات بما يمنحه حياة مغايرة لا ترتبط جذورها في الواقع.

تعتمد الفنانة على اللون في تعبيرها عن الحالات الشعورية التي تتناولها، وتتميّز أيضاً بقوة وتحّكم في الخطوط التي تتنسج العمل، وكذلك في توزيع الضوء ضمن مساحاته التي تحيل إلى أجواء غنائية لكنها مشبعة بالفوضى أو الارتجال الذي يضيف إليه نكهة خاصة، وكأنها في عملية تشكيل دائمة في محو الطبيعة كمرجع وإعادة رسم نسخ لا متناهية منها على الورق.

في إطار هذه السيولة البصرية، تقدّم مدكور أعمالها التي تتكئ على كثافة في تنفيذ طبقات اللون على  السطح وفي تدفقها وتداخل درجاتها على نحو يعكس تباين الألوان؛ الأزرق والأحمر والأخضر، وتسّرب البياض بينها في تناغم وتجاذب يشدّ المتلقي.

يُذكر أن الفنانة أقامت العديد من المعارض في باريس وأمستردام وأتوا وبالتيمور وبرلين وروما، كما أصدرت كتاباً بعنوان "المرأة المصرية والإبداع الفني" عام 1989، وورقة حول الفن المصري في القرن العشرين والمرأة والفن المصري المعاصر، ونفّذت رسوماً لطبعة من كتاب "ليالي ألف ليلة" لنجيب محفوظ نُشر عام 2005.
 

المساهمون