طوال مسيرتها الفكرية، تميّزت الباحث السوسيولوجية الفرنسية ناتالي هاينيك (1955) بتنويع موضيعها ومنهجياتها ومصاداراتها البحثية وفرضياتها، من قراءاتها في تاريخ الفن إلى محاولة تأسيس الفكر النسوي على مقولات علم اجتماع الثقافة.
في منطقة جديدة يقع عملها الأخير؛ "ما يفعله النضال بالبحث" الصادر ضمن سلسلة "تراكت" التي أطلقتها منشورات "غاليمار" وتُعنى بتقديم وجهة نظر مثقفين حول قضايا غير مطروقة، ومنها هذه العلاقة بين الفضاء الأكاديمي والنضال الاجتماعي.
تقف هاينيك على مفارقة تتعلّق بأن القواعد الجامعية فرضت الكثير من الشروط التي تحجب الواقع عن الباحث، فباسم الموضوعية يتم الفصل بين فهم الظواهر الاجتماعية والتأثير فيها، فمثلاً يصعب تقبّل بحث يجريه باحث ضمن قضية يشارك فيها فعلياً على أرض الواقع.
في تفكيك هذا الواقع، تحاول هاينيك أن تفهم لماذا جرى وصم النضالية في الفضاء الجامعي، وتجد أن السياسات الرسمية خلال النصف الأول من القرن العشرين كانت تعمل على محاربة صعود المد الماركسي بين الأكاديميين، وكان الترويج لهذا الفصل أحد أنجع الأسلحة.
يُذكر أن هاينيك كانت قد نشرت كتاباً قريباً من فكرة عملها الجديد حين أصدرت عام 1998 "ما يفعله الفن بالسوسيولوجيا" الذي تناولت فيه حالة الوصم التي تمنع الفنانين من الكتابة البحثية.
من مؤلفات هاينيك الأُخرى: "أن تكون فناناً: عن تحوّلات الموقع الاجتماعي للرسامين والنحاتين"، و"حالات نسوية: الهوية الانثوية في الأدب الغربي"، و"الفن المعاصر معرّضاً للنبذ"، و"فبركة التراث"، و"براديغم الفن المعاصر".