تُصنِّف "منظَّمة الأمم المتّحدة للتربية والعلوم والثقافة" (اليونسكو) ستة عناصر من التراث الثقافي الجزائري ضمن قائمتها للتراث الإنساني اللامادي: "أهليل لقرارة"، وهي نمط شعري وغنائي معروفٌ في منطقة قورارة جنوب غرب الجزائر، وفستان الزفاف التلمساني في المدينة الواقعة غرب البلاد، و"إمزاد"، وهي آلة موسيقية تقليدية خاصّة بنساء قبائل طوارق الأهقار في الجنوب، و"ركب أولاد سيدي الشيخ" وهو تظاهرة فولكلورية سنوية تُقام في منطقة البيّض، إضافةً إلى "السبيبة" وهي احتفالٌ تقليدي سنوي يُقام في مدينة جانت الجنوبية، و"السبوع"، وهو احتفالٌ بالمولد النبوي في منطقة تِميمون جنوب البلاد أيضاً.
كما تُصنِّف "اليونسكو"، أيضاً، منذ 2018، نظام ريٍّ تقليديا في مناطق توات وتيديكلت بالصحراء الجزائرية في "قائمة التراث غير المادي الذي يتطلّب حمايةً عاجلة".
وفي السنوات الأخيرة، تقدّمت الجزائرُ بملفَّين جديدَين لإدراج عنصرَين تراثيّيَن آخرين ضمن القائمة، يتمثّلان في موسيقى الراي التقليدية وطبق "الكُسكسي"، وهي أكلةٌ شعبية منتشرة في بلدان المغرب العربي يُقدِّر باحثون بأنّ تاريخها يعود إلى قرابة ألف عام.
ورغم أنَّ هذين العنصرين يُشكّلان تراثاً مشتركاً بين شعوب المغرب العربي، إلّا أنهما كثيراً ما أثارا حساسياتٍ وخلافاتٍ بين بلدان المنطقة (بين الجزائر والمغرب تحديداً)؛ حيثُ يعتبرُهما كلٌّ منهما "تراثاً خاصّاً" به.
كثيراً ما أثارت موسيقى الراي حساسياتٍ بين الجزائر والمغرب
في مطلع العام 2016، تقدّم المغرب بملفّ لمنظّمة "اليونسكو" لتصنيف موسيقى الراي بوصفها "تراثاً إنسانياً لا مادياً مغربياً"، قبل أن تتقّدم وزارة الثقافة الجزائرية بملفّ مماثل. كما شهد "الكسكسي خلافاً مشابهاً انتهى بحلٍّ توافُقي يتمثّل في تقدُّم كلٌّ من الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا بملفّ مشترك للمنظّمة الدولية في آذار/ مارس 2019.
بين الرابع عشر والتاسع عشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، ستنعقد الدورة الخامسة عشرة من "اللجنة الحكومية المشتركة لحماية التراث الثقافي غير المادي" في "اليونسكو، بشكل افتراضي بسبب جائحة كورونا. وكان من المفترَض أن تدرس الدورة ملفّين يتعلّقان بتصنيف موسيقى الراي وطبق الكسكسي ضمن التراث الإنساني غير المادي، بحسب ما أعلنته المنظّمة عبر موقعها الإلكتروني.
غيرَ أنّ وزارة الثقافة الجزائرية أعلنت الإثنين الماضي عن سحب ملفّ تصنيف موسيقى الراي، "حتّى يتسنّى تدعيم الملف بعناصر جديدة تتماشى والإجراءات التقنيّة التي تشترطها الهيئات الاستشارية لليونسكو، تمهيداً لعرضه في الدورة القادمة"، وفق بيان للوزارة.
وتدرس الدورة الخامسة عشرة، على مدار ستّة أيام، واحداً وأربعين ملفّاً جديداً مرشّحاً لقائمة "التراث الإنساني اللامادي"، إلى جانب أربعة ملفّات ضمن قائمة "التراث غير المادي الذي يتطلّب حمايةً عاجلة". وتُبثُّ النقاشات مباشرةً عبر موقع "اليونسكو" الإلكتروني.