"مهرجان مسرح البدوي": استعادة "في انتظار القطار"

20 يوليو 2023
الراحل عبد القادر البدوي أمام صور توثق مسرحياته
+ الخط -

في عام 1972، أسّس المسرحي المغربي الراحل عبد القادر البدوي (1934 - 2022)؛ أحد الفاعلين في الحياة الثقافية والشأن العام في المغرب مهرجانا حمَل اسمه، سعى خلاله لاستكمال رؤيته للمسرح الذي عمل فيه منذ الخمسينيات، باعتباره أداة مقاومة للاستعمار ولاحقاً وسيلة لإيصال صوت البسطاء والمقهورين وتقديم مضامين اجتماعية وحقوقية أيضاً.

حافظت التظاهرة على انتظامها طوال خمسين عاماً، وخصصت الدورة الماضية لتكريم مؤسسها بعد رحيله، والإضاءة على تجربته التي استندت إلى أن المسرح جزء لا يتجزأ من الفضاء العام، لذلك قدّم عروضاً في المستشفيات والسجون، وأن الوظيفة الأولى لهذا الفن هي التربية والتكوين.

حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري، تتواصل في مدينة إفران (170 كلم شرق الرباط) فعاليات الدورة الثالثة والأربعين من "مهرجان مسرح البدوي" التي انطلقت مساء أمس الأربعاء بحفل "فرقة مكناس" التي أدّت الأناشيد والمدائح النبوية، بالتعاون مع المسرح الوطني والمجلس البلدي للمدينة.

وعلى هامش المهرجان، يقام معرض فوتوغرافي تحت عنوان "الكلمة لا تموت" يتضمّن خطابات ورسائل وصوراً ووثائق ومقتنيات للراحل البدوي، كما تعقد جلسة لمناقشة مذكراته التي عنونها بـ"سيرة نضال" وصدرت في كتاب عن "دار سليكي أخوين"، وهو يضمّ مجموعة حوارات أُجريت لصالح "جريدة المساء".

كما تخصص الندوة الفكرية لهذا العام لمناقشة التراث غير المادي في المغرب، بمشاركة عدد من الباحثين الذين يتناولون المسرح كجزء من هذا التراث، بالإضافة إلى حفلات للموسيقى الأمازيعية وورش تدريبية للأطفال واليافعين.

وتعيد "فرقة البدوي" التي تأسّست عام 1952، تقديم مسرحية "في انتظار القطار" التي تمّ عرضها لأوّل مرة عام 1963، وتدور أحداثها في المحطّة، حيث الكل ينتظر وصول القطار؛ الحارس وابنته، الجلاد والسجين المحكوم بالإعدام من أجل أفكاره، حيث يدور الحوار بينهم حول الحياة والموت والسلطة والحب والفقر، وغيرها من المواضيع وهم في حالة انتظار، ويؤدي شخصياتها في نسختها الجديدة كلّ من الفنانين: إبراهيم العماري، ومحمود أسامة الغضفي، وعبد المجيد أوليد، وجواد العرفاوي، وفاطمة أبليج، وأمينة صادقي، وباسم داود.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون