يُعدّ "المهرجان الدولي للغة والثقافة العربية"، الذي يُنظّمه "مركز بحوث اللغة العربية" في "كلّية العلوم اللغوية والآداب الأجنبية" بـ"الجامعة الكاثوليكية" في مدينة ميلانو الإيطالية، أحد التظاهُرات الثقافية القليلة الخاصّة باللغة والثقافة العربيَّتين في إيطاليا، وهو يسعى بحسب القائمين عليه إلى "خدمة الثقافة العربية في أوروبا وتحرير دراستها من الأساليب المرتبطة بالماضي الاستعماري ومختلف صور سوء الفهم".
يوم أمس، انطلق المهرجان في دورته السادسة التي تُقام تحت شعار "جسور بابل: دور الترجمة في بناء الحضارة"، وتستمرّ حتى غدٍ الأحد، بمشاركة قرابة ثلاثين كاتباً وباحثاً من بلدان عربية وأجنبية؛ يناقشون قضايا تتعلّق مثل: الترجمة واللغات الاصطلاحية، وترجمة الشعر، ونشر الترجمة بين الفرص والتحديات، وتحرير الترجمة من الهيمنة الاستعمارية.
تضمّن يوم أمس محاضرةً افتتاحية قدّمها الأكاديمي الإيطالي ستيفانو أردويني بعنوان "غرباء في مسير: المترجمون"، وأمسيةً شعرية لكلّ من الشاعر السوري نوري الجرّاح والشاعرة الإيطالية فرانشيسكا كراو، بمرافقة العازف هاني جرجي.
وتبدأ جلساتُ المهرجان اليوم؛ حيث أُقيمت صباحاً جلسةٌ أُولى بعنوان "الترجمة واللغات الاصطلاحية"؛ وتضمّنت أوراقاً لكلّ من أحمد يوسف بعنوان "تأثير أمبرتو إيكو في الدراسات السيميائية العربية المعاصرة"، ونسمة حافظ إبراهيم بعنوان "ترجمة النصوص اللغوية: منهجية وأدوات الترجمة المتخصّصة"، وأمارجي بعنوان "الحركة المصطلحية في مصطلحات الملابس عند العرب"، ومحمد صافي مستغانمي بعنوان "دور ترجمة الادب الإيطالي في إثراء ثقافة القارئ العربي: أعمال أمبرتو إيكو نموذجاً".
أمّا الجلسة الثانية، فحملت عنوان "ترجمة الشعر؟"، وتحدّث فيها كلّ من: مانويلا جولفو عن "الترجمة في مملكة آدم"، وصبحي حديدي بعنوان "ترجمة الشعر: الفضائل والمخاطر"، وأحمد يماني عن "أطياف ترجمة الشعر"، وكاصد محمّد عن "الممكن واللاممكن: إشكاليات الترجمة الشعرية".
وتتناول الجلسة الثالثة موضوع "نشر الترجمة: الفرص والتحدّيات"، وتتضمّن أربع مداخلات؛ هي: "الناشر وتحديات الترجمة" لـ ستيفانيا أنجارانو، و"وكالة الحقوق في العالم العربي: الواقع والمستقبل" لحاتم الشهري، و"الترجمة بين الماضي والحاضر" لفاطمة البودي، و"مبادرة ترجم: الإنجاز والآفاق" لنورة القسومي.
وفي الجلسة الرابعة، التي تحمل عنوان "الترجمة وأسئلة المستقبل"، أربعُ مداخلات؛ هي: "المترجم – الآلة: منظور ما بعد الإنسانية" لحسين محمود، و"عن الشعر والترجمة في زمن الذكاء الاصطناعي" لسامر أبو هوّاش، و"الترجمة الأدبية: فرع للمعرفة أم سلعة؟" لأحمد عبد اللطيف، و"الترجمة بين الصحافة والفنون" لعمرو خفاجي.
وتُقام الجلسة الخامسة صباح غدٍ بعنوان "تجارب في ترجمة الرواية"، ويتحدّث فيها كلّ من باولا فيفياني عن "كتاب 'مشهد الأحوال' لفرانسيس فتح الله المرّاش"، نجلاء والي عن "ترجمة توفيق الحكيم: يوميات نائب في الأرياف نموذجاً"، وإسلام فوزي عن "نقل العناصر الثقافية في ترجمة ميرامار إلى الإيطالية"، وألدو نيقوسيا عن "إشكاليات ترجمة الحوار في الروايات الأجنبية"، وسمير جريس عن "نشر الترجمة: عوائق وتحديات".
وفي الجلسة السادسة التي تحمل عنوان "ترجمة التراث والكلاسيكيات"، يتحدّث كاظم جهاد عن "مسألة الإيقاع في ترجمة الشعر الكلاسيكي"، ومارتينو دياز عن "المكين أو أن تكون في المكان المناسب في الوقت المناسب"، وآدم فتحي عن "الترجمة مديحاً للصوت"، ويقدّم عبد الفتاح الحجمري مداخلة بعنوان "هكذا تكلّم بوكاتشو العربية".
أمّا الجلسة السابعة والأخيرة، فتحمل عنوان "الآخر مترجَماً ومترجِماً"، وتتضمّن مداخلات لكلّ من علوية صبح بعنوان "حوار الذات والآخر"، وأمينة دهري بعنوان "الترجمة الأُخرى"، ويولاندا غواردي بعنوان "تحرير الترجمة من النزعة الاستعمارية".
وتُقام ضمن المهرجان مجموعة من الفعاليات؛ من بينها عرض لفيلم "المومياء" للمخرج شادي عبد السلام غداً، و"معرض الكتاب العربي" ومعرض في فنّ الغرافيك للفنّان خالد الناصري في "ساحة الجامعة الكاثوليكية".