"مهرجان السعيدية السينمائي": في الموعد نفسه

في نيسان/ أبريل من العام الماضي، خفّضت "لجنة دعم تنظيم المهرجانات السينمائية" في وزارة الثقافة المغربية الدعم المالي بقصد "ضبط المشهد السينمائي وسط تنظيم تظاهرات لا تمتّ للسينما والفن بصلة"، بحسب رأي بعض المتابعين، بينما اعتبَر آخرون أنّ تخفيض الدعم أو حجبه يؤثّر على كثير من المهرجانات الصغيرة والمتوسّطة التي تقدّم فعاليات ذات مستوى جيّد، لكنها تُقام في مدن صغيرة لا تمتلك بنى تحتية متطوّرة.

واصلت اللجنة النهج ذاته هذا العام مع تباين المخصّصات المالية من مهرجان إلى آخر؛ حيث ازدادت أو انحفضت على ضوء نتائج الدورة السابقة لكلّ واحد منها، مثلما حدث مع "مهرجان السعيدية السينمائي" الذي اضطر إلى تأجيل دورته من آب/ أغسطس 2022 إلى كانون الثاني/ ديسمبر من السنة نفسها، بسبب تراجع الدعم الرسمي له.

المهرجان، الذي يُقام في "قصر المهرجانات" بالسعيدية (440 كلم شمال شرق الرباط)، تُقام دورته الثامنة في الموعد الذي كانت تُنظَّم فيه كل عام، حيث تنطلق فعاليتها مساء بعد غدٍ السبت وتتواصل حتى الثاني عشر من الشهر الجاري، بمشاركة خمسة عشر فيلماً من المغرب وبلدان عربية وأفريقية وأوروبية.

تحمل التظاهرة شعار "سينما بلا حدود"، وتكرّم هذا العام كلّاً من المخرج سعد الشرايبي (1952) الذي أخرج فيلمه الوثائقي الأوّل "بوعادل/ من حياة قرية" عام 1978، ثمّ قدّم أفلاماً روائية مثل "غياب" (1982)، و"أيام من حياة عادية" (1991)، و"نساء ونساء" (1998)، و"نساء في المرايا" (2010)، والممثّلة السعدية أزكون (1969) التي شاركت في العديد من الأفلام السينمائية والأعمال المسرحية والتلفزيونية منذ التسعينيات، والممثلة زهور السليماني (1968) التي عملت في الإذاعة لفترة قبل توجّهها للتمثيل في السينما والتلفزيون، والروائي والسيناريست عبد الإله الحمدوشي (1958) الذي كتب سيناريوهات لأكثر من فيلم من بينها "الأجنجة المتكسرة" (2006)، و"خلف الأبواب المغلقة" (2014).

وتتنافس الأفلام المشاركة، سبعة منها طويلة وثمانية قصيرة، على جوائز تقديرية لأحسن إخراج، وأفضل سيناريو، وأفضل ممثّل وممثّلة، وجائزة لجنة التحكيم، بالإضافة إلى "الجائزة الكبرى/ الجوهرة الزرقاء" للفيلم الطويل، و"جائزة البرتقال" للفيلم القصير.

كما تُقام عدّة موائد مستديرة حول "من الرواية إلى السينما"، و"المرأة المغربية في السينما"، و"الهجرة في السينما العالمية والمغربية"، بالإضافة إلى ورش متخصّصة في كتابة السيناريو، والإخراج، والتشخيص، وتوقيع عدد من الإصدارات السينمائية الجديدة.

آداب وفنون

التحديثات الحية

السينما التونسية.. مشهدٌ ضبابي في مئويتها