بعد أيام قليلة من بدء العدوان الصهيوني، أعلنت إدارة "مهرجان الجونة السينمائي" تأجيل انطلاق دورته السادسة إلى نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ليتمّ تأجيلها إلى أجل غير مسمّى والاكتفاء بتقديم التبرعات لدعم جهود الإغاثة الإنسانية إلى غزّة.
في الوقت الذي تمّ فيه تأجيل وإلغاء المهرجانات السينمائية في مصر، حدّدت إدارة التظاهرة نهاية الشهر الجاري موعداً جديداً لتنظيمها بعد استحداث برنامج مُهدى إلى السينما الفلسطينية، يتضمن عرض مجموعة أفلام عن فلسطين، مع إلغاء جميع المظاهر الاحتفالية تعبيراً عن التضامن مع الشعب الفلسطيني.
هكذا، ينتظر أن تُفتتح مساء الخميس المقبل فعاليات الدورة السادسة من المهرجان في المدينة المصرية التي يحمل اسمها على ساحل البحر الأحمر، بعرض الفيلم القصير "ستين جنيه" للمخرج المصري عمرو سلامة، وتتواصل حتى الحادي والعشرين من الشهر الجاري.
تعقد حلقة نقاشية حول االمشهد المعقّد لصناعة السينما الفلسطينية
"نافذة على فلسطين" عنوان القسم الذي استُحدث هذا العام، وتم تنسيق معظم أفلامه بالتعاون مع "مؤسسة الفيلم الفلسطيني"، مع استضافة لعدد من صنّاعها، بهدف التأكيد على التزام المهرجان بدعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني، بحسب بيان المنظّمين.
يتضمّن البرنامج عرض فيلم "إسعاف" (2016) لمحمد الجبالي، ويتناول الحياة اليومية خلال عمل المسعفين لإنقاذ المصابين من الأحياء التي تعرّضت للقصف أثناء العدوان على غزة سنة 2014 بعدسة مصوّر جاب شوارع المدينة، وفيلم "باي باي طبريا" (2023) للينا سويلم، التي يتناول مفهوم الهوية عبر رحلة شخصية لأربعة أجيال من النساء الفلسطينيات.
يُعرض أيضاً فيلم التحريك "الرسم من أجل أحلام أفضل" (2017) لمي عودة، والذي يتتبّع أطفالاً فلسطينيين يتعلّمون الرسم في زمن الاحتلال، وأيضاً فيلم "بلا سقف" (2016) الذي تختار مُخرجته سينا سليمي قصّة امرأة غزّية تتلقّى مكالمة هاتفية تحذّرها من قصف منزلها بعد عشر دقائق خلال إعدادها وجبة الإفطار لأسرتها في شهر رمضان.
كما يُعرض فيلم "باب الشمس" (2004) ليسري نصر الله المقتبس عن رواية لإلياس خوري بالعنوان ذاته، وتدور أحداثه حول الشاب يونس الذي يغادر قريته في فلسطين 1948، فيما تظل زوجته نهيلة متمسكة بالبقاء في قريتها في الجليل.
إلى جانب أفلام "الشجاعية" (2014) لمحمد المغني، و"الواقي الرصاصي" (2013) لعرب وناصر طرزان، و"الأستاذ" (2023) لفرح النابلسي، و"إلى أبي" (2008) لعبد السلام شحادة، و"ليست فقط صورتك" (2023) لآن باك ودرور ديان.
وتُعقد، ضمن هذه النافذة، حلقة نقاشية بعنوان "الكاميرا في أزمة: عدسة على فلسطين"، تُخصص لمناقشة المشهد المعقد لصناعة الأفلام في فلسطين، ويشارك فيها المخرجون والفنانون رشيد مشهراوي، ونجوى نجار، وخليل المزيان، وأحمد المنيراوي، ويديرها محمد المغني.