إلى عبد المنعم رمضان
السوادُ فضيحةٌ بيّنةٌ في المَمرّات،
السوادُ غلطةٌ،
أو نصيحةٌ ضاعت في الهواء الطَّلْق
والتلفّتُ الحارُّ حريقُ "الدَلّةِ" في بهو الفنادق
السوادُ على الكرسيّ، ينظر في قدره، ينتظره؛ يتأمّله
السوادُ الداكنُ المُظلم بهيجٌ
سوادٌ عارٍ، بعد عجزه أن يقوم من كرسيّه بعد الثانية ليلاً ليسندَ المرآة
سوادُ "الملفع" البدويّ الذي يمشي وحيداً في غموضه
سوادُ الأرملةِ الفلّاحة التي تحضن بشبقٍ كلّ شابٍّ يتيمٍ يمرُّ في الدروب الخلفية قرب القطارات
لا تتركيني هُنا وتغيبي
في "الملفعِ" أو في "النقابِ" أو سافرةً
أنا في العتمة والشهوة الجانبية التي بين فخذيك
أنا رشَّاش الماء على ظهرك
والتصاق ثوبك القطنيّ على ثنايا جسدك
والبياض
والامتعاض والغضب
أنا الضوء والمزرعة والنواعير
وأنا الزَّرع القديم
أنا الدار الطينية المهجورة التي تركها الباشاوات - وهاجروا - لتلعبَ بها الريح
الدنيا بسيطة جداً يا أمينة
وكلّ أرضٍ صالحة لمُمارسة الحب.
* شاعر من الكويت