من أين يأتي صوت الشجار؟

30 يوليو 2024
عمر شيشمان
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تجربة الحياة اليومية والشجار**: يعكس النص تجربة الحياة اليومية من خلال مشاهد في الفندق، حيث يواجه الراوي مواقف غريبة مثل الصراصير والزجاج المتسخ، ويستمع إلى شجارات، مما يثير تساؤلات حول حياة الآخرين وذكرياتهم، ويشعر بالعجز والانعزال.

- **التحرر من الجاذبية والفضاء**: يتحدث الراوي عن تجربة التحرر من الجاذبية في الفضاء، حيث يشاهد الأرض ويشعر بالانفصال عن الحزن، ويعبر عن رغبته في عناق أصدقائه، مما يعكس شعورًا بالوحدة والانعزال.

- **الشاعر التركي عمر شيشمان**: يقدم النص لمحة عن حياة الشاعر التركي عمر شيشمان، المعروف بألعابه اللغوية، وبدأ كتابة الشعر في سن الخامسة عشرة، ويُعتبر من الأسماء الرئيسية في الحركة الشعرية التركية، وحصل على العديد من الجوائز الأدبية.

نستمعُ إلى أغنيةٍ جديدة


خارجًا من الفندق، أعلقُ في بابٍ دوّار 
صراصيرُ صغيرة أمام المصعد 
زجاجٌ متّسخ قد لكمتُه  
إلى أين تنظر موظّفة الاستقبال تلك 
فأنا من أقاومُ الباب خلف الزجاج 
  
صادفتُ تركيًّا في أحد أفلام الرعب 
طُلِبَ مني أن أترك جوانبي الكوميدية على الطاولة 
قلتُ وأنا أدخل: هذا؟ حفنةٌ من البذور
ثم رميتُ ولّاعتي الأُخرى في سلّة المهملات.

  
■ ■ ■

                                                                             
هناك شجارٌ في مكانٍ ما
 
هناك شجارٌ في مكانٍ ما - أسمعُ أصواتهم وحدي 
يصلني صوت الشِّجار أولًا - ثم إلى من بجانبي بعد ثلاثين ثانية 
يصرخ بعضهم "النجدة" في كلّ مساء - أسمعهم  
طفلٌ، أحيانًا قطّة، وأحيانًا كلب - يشاهدون 
أما عصافير الحبّ فلا يشاهدون برأيي - هُم في بعدٍ آخر 
لا ينسى المشاهدون - لدى الجميع حياة، وذكريات وطفولة  
يحملون هذه الذكريات التي تتجسّد مع تذكّرها - ما فائدتها؟ 
  
أقولُ في نفسي لو أنني دخلتُ البيوت - أضواء صفراء وبيضاء  
الأثاث من دودولّو - والثياب الصيفية تحت السرير 
جهاز التحكّم من نوع السكوتش - والثلّاجة مغناطيسية  
أقولُ في نفسي لو أنني أفتحُ الشرفات - وأرميها من النافذة 
حينما يصرخ أحدهم النجدة - النجدة 
لو أنني آخذ القطة والكلب والطفل - ثم أخرج 
  
هناك شجارٌ في مكانٍ ما - أسمعُ أصواتهم وحدي 
تارةً أنظرُ من هذه النافذة - تارةً من الأخرى
من أين يأتي صوت الشجار - لا أعلم 
هناك من يطلب النجدة - أسمعهم.  

  
■ ■ ■ 


108

تحرَّرتُ من الجاذبية 
لا حزن ينتابني لفقدان وزني 
  
شاهدتُ الأرض من خلال ثقب سفينة الفضاء 
يضيء محيطه القمر الجميل 
رأيتُ أشعة الشمس تخترقُ الغلاف الجوي واحدةً تلو الأخرى
الفضاء مظلم، والنجوم تتلألأ 
  
كم أتمنى عناقكم  
أصدقائي، الذين لم ألتقِ بهم أبدًا 
الغرباء، أقربُ الناس، وأكثرهم قيمة  
  
لا حزن ينتابني لفقدان وزني 
شاهدتُ الأرض من خلال ثقب سفينة الفضاء 
وأشعة الشمس تخترق الغلاف الجوي 
  
لا حزن ينتابني  
لفقدان وزني 
  
الفضاء كان مظلمًا.


■ ■ ■
 
 
تفوحُ رائحته
 

معرفةُ أحدهم 
بففف 
أذكرُ كم هو مضجر  
مظلَّته هناك، والأُخرى في سليم باشا، ها هو الأمر دائمًا كما هو  
  
مهووسٌ بالجنس 
أو عديم الجنس  
ألا وسيط بينهما   
  
ما أسوأ التفاوت الجنسي! 
توقّعُ كل شيء 
الكتب التي تمنح لقب القرّاء الجيدين 
  
يراودني النوم في منتصف الليل 
وجدتُ نفسي حينما حاولتُ تصوير أفكاري. 
   

* ترجمة عن التركية: أحمد جيو حسن


 
بطاقة
  
Ömer Şişman شاعر وناقد تركي من مواليد إسطنبول عام 1980. بدأ كتابة الشعر في الخامسة عشرة ونُشرَت قصيدته الأولى في مجلّة فارليك عام 2001. تخرّج في "جامعة مرمرة" في قسم إدارة الأعمال. ظهرت قصائده بشكل أساسي في "مجلّة هيفيس". وهو أحد الأسماء الرئيسية في الحركة الشعرية التي ظهرت في الشعر التركي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، والتي تُعرَف باسم الشعر الملموس والشعر المناهض للغنائية والشعر التجريبي، والذي يعُتبَر من أهم التطورات في الشعر التركي. 

يُعرَف شعر شيشمان بألعابه اللغوية واستخدامه للكلمات بمعاني مختلفة وخروجه عن اللغة المألوفة باستخدام الكلمات والحروف الناقصة لإنشاء لغة وأسلوب فريدين، كما يجمع شعره بين عناصر الحياة اليومية والثقافة الشعبية والاستفسارات الفلسفيَّة. في إحدى مقابلاته، تلقّى شيشمان السؤال التالي: "أثناء قراءة قصائدك، يبدو أن هناك خلفية ذهنية مرهقة من الكلمات ومن اللغة بشكل عام. فهل مفهوم السرد الكلاسيكي والجماليّات عبثي في إدراكك للشعر؟"، ليجيب شيشمان: "بالتأكيد ليس عبثًا، إذا قلتُ إنه عبثي، فسيتعيَّن عليَّ تجاهل العديد من الكتّاب والشعراء الذين أحبهم. ومع ذلك، هناك شيءٌ ما، فكتابة قصائد ذات صفحة واحدة تشبه خطوط أبولينير، في هذه الأيام، هو أمرٌ غريبٌ ومصطنع، تمامًا مثل كتابة شيء مئة مرّة بنفس الأساليب الكلاسيكية دون إضافة أي شيء من عندك".

نال شيشمان العديد من الجوائز، أبرزها: "جائزة بهجت نجاتيغل للشعر" (2006)، و"جائزة يونس إمره للشعر" (2011)، و"جائزة علي إسماعيل كوركماز للشعر" (2014).
 

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون