تؤدي الصورة الفوتوغرافية، إذا ما عرفنا خلفيّتها والسياق الذي التُقطت فيه والهدف الذي التُقطت لأجله، وظيفةً مهمّة في تسليط الضوء على قضية إنسانية، أو التعبير عن موقف تضامني مع شعب يتعرّض لحرب إبادة ضد وجوده، أو كوسيلة لنقل حقيقة ما يجري عليه في أثناء الحروب.
ومع اندلاع العدوان الإسرائيلي الأخير على غزّة، في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، رأينا كيف حاربت قوات الاحتلال الإسرائيلي الصورة، حيث منعت العديد من المصوّرين والصحافيين الدخول إلى قطاع غزّة المحاصر لتصوير حقيقة ما يجري أمام العالم.
انطلاقاً من هذه الرقابة، قرّرت مجموعة من الفنانين الإسبان من جزر الكناري إطلاق مبادرة "صور من أجل فلسطين"، في محاولة منهم لتحويل الصورة إلى فعل، وبالتالي مواجهة استحالة دخول الصحافيين الدوليين إلى قطّاع غزّة، حيث قرر أكثر من عشرين فناناً إنشاء صفحة خاصّة لعرض أعمالهم الفنية وبيعها لصالح الشعب الفلسطيني، وسيتم التبرّع بالمبلغ إلى منظمة "أطباء بلا حدود" التي أنشأت صندوقاً خاصاً لدغم غزّة.
وسرعان ما حظيت المبادرة بانتشار واسع، حيث انضم إليها خلال أسبوع واحد أكثر من 180 مصوراً ومصورةً، تبرعوا جمعياً بأعمالهم من أجل القضية الفلسطينية، وقد وضع كل مصوّر أكثر عمل على الموقع الذي تم إنشاؤه خصيصاً من أجل هذا الغرض. ويمكن للزائرين شراء الصور عبر صحفة الإنترنت (www.fotosxpalestina.com).
وقد تنوّعت موضوعات الصور، إذ تجسّد لقطات بارعة وتقدّم لنا قراءة فوتوغرافية للواقع والتاريخ، ذلك أنَّ معظم الصور جرى تصويرها في سياق إنساني فجائعي ناجم عن أحداث يتعرّض لها الإنسان كالفقر، والاحتلال، والحدود، والطفولة، وغيرها من الموضوعات.
ومن المصورين البارزين الذين شاركوا في هذه المبادرة، نذكر: نوريا لوبيز، وخوام لويس رود، واوسكار كورال، وبابلو توسكو، وسانتي بلاسيوس، إضافة إلى العديد غيرهم.