منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، أطلقت "منصة الفن المعاصر" (كاب) في الكويت العاصمة سلسلة من الفعاليات، منها معرض"الفن الفلسطيني: المقاومة الثقافية" الذي اختتم في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ويضمّ مجموعة مختارة من مقتنيات المنصّة التي عرضتها خلال السنوات السابقة.
وأقامت أيضاً ندوة ثقافية حول ازدواجية تعامل الغرب مع القضية الفلسطينية، وعرضت أفلاماً لمخرجين فلسطينيّين، وكذلك افتتحت ثلاثة معارض فوتوغرافية ورسم وتصميم تضامناً مع فلسطين في الخامس من الشهر الجاري، وتتواصل حتى التاسع من الشهر المقبل.
أوّل هذه المعارض يحمل عنوان "الريشة والقافية: أشعار في الخط" للفنان التشكيلي الكويتي فريد عبدال، الذي يقدّم مجموعة جديدة من أعماله الحروفية التي نفّذها خلال العامين الماضيين، يتناول في بعضها النضال الفلسطيني والتحرّر من الاحتلال.
عبدال الذي حاز درجة الماجستير في الهندسة المعمارية، يمزج في تجربته الممتدّة منذ سبعينيات القرن الماضي بين الكاليغرافيا الشرق آسيوية والخط العربي، التي تحضر في هذا المعرض أيضاً حيث يسعى لإعادة تشكيل حروف فلسطين في شكل بصري يقترب من الكتابات في شرق آسيا.
في معرض "ذاكرة البيضاء"، يوظّف الفنان الأردني الفلسطيني غسان حمادة وسيلة التصوير الفوتوغرافي لتقديم سلسلة من اللوحات والتركيبات أحادية اللون التي تستكشف فقدان الفلسطينيين لوطنهم في النكبة عام 1948، حيث هجّروا قسراً على يد العصابات الصهيونية.
حمادة الذي حاول توثيق حياة عدد من كبار السن الذين يعيشون في بلدان اللجوء في اللحظات الأخيرة من حياتهم عبر التقاط جميع الصور بكاميرات ميكانيكية تقليدية، من أجل إظهارها وكأنها تنتمي إلى تلك المرحلة التي عاشها الفلسطينيون عقب إخراجهم من أرضهم.
واختار الفنان عنوان المعرض في إشارة إلى أحلام الفلسطينيين التي لا تزال تذكّرهم بوطنهم، حيث يشير في التقديم إلى أنه "عندما ينامون، لا يحلمون بأي شيء سوى أنهم ما زالوا في فلسطين"، موضحاً أنه أرفق مع كل صورة تصور وجه شخص فلسطيني رمز QR يمكن للناس مسحه للاستماع إلى قصة هذا الشخص منذ ولادته حتى لحظة طرده من منزله وإجباره على الفرار إلى المخيمات في سورية ولبنان والأردن. يقول حمادة: "تسمع من كل شخص قصة مختلفة تماماً عن الآخر، لكن الشيء الوحيد المشترك بينهما هو أملهما في العودة".
المعرض الثالث للفنانة الإيرانية الراحلة فريدة لاشاي بعنوان "دراسات ورسومات لتصميم الكريستال والزجاج وأعمال أخرى"، يضمّ مجموعة محدودة الإصدار مكونة من ثمانية وعشرين لوحة حريرية، أنتجتها "مؤسسة فريدة لاشاي" بعد رحيل الفنانة من الدراسات والرسومات التخطيطية الأصلية لها لتصميم الكريستال والزجاج على ورق، تتناول في بعضها ثيمة الحرب.