ما الذي يفعله الزمن بالأمكنة؟ ربّما هذا هو السؤال الرئيسي الذي تطرحه الفنّانة والأكاديمية الجزائرية مليكة قْديم في معرضها الفوتوغرافي الذي افتُتح الخميس الماضي في "رواق باية" بـ"قصر الثقافة مفدي زكرّيا" في الجزائر العاصمة، ويتواصل حتى الواحد والثلاثين من آب/ أغسطس الجاري.
يحمل المعرضُ عنوان "أنثروبولوجيا بصرية لمدينة تِماسين، 1920 - 2022"، وهو مُخصَّص للمقارنَة بين ملامح مدينة تِماسين العتيقة في محافظة تُقُرت جنوبَ شرق الجزائر والحياة فيها خلال زمَنين: الماضي والحاضر؛ حيث يضمُّ قرابة ستّين صورةً فنّية التُقطَت في فترات زمنية مختلفة، بغرض تبيان التغيُّرات التي طرأت على المدينة، سواءٌ كانت تلك التغيُّرات إيجابية أو سلبية.
وبهدف ضمان أصالة المواضيعِ وعدم السماح للألوان بالتأثير على نظرة المتلقّي، ومن ثَمّ تغليطه، مثلما تقول في تقديمها للمعرض، عمدت قْديم، وهي باحثة في الاتصال والإعلام ومختصّة في تأثير الصورة الجامدة والمتحرّكة بـ"مركز البحوث العلمية الأساسية والوساطات" في "جامعة لورين" الفرنسية، إلى إنجاز جميع الصُوَر المعروضة، القديمة منها والحديثة، باللونَين الأبيض والأسود.
في هذه الصُّوَر، تتبدّى التغيُّرات التي طرأت، خلال قرنٍ من الزمن، على المدينةِ وعُمرانها وطبيعتها ونمط الحياة فيها، ومن ضمنها منطقة تملاحت التي تضمُّ "مسجد القبّة الخضراء"؛ أحدِ أبرز معالم "الزاوية التيجانية" التي تأسّست عام 1803، و"قصر تِماسين" الذي تأسّس عام 782 م، وضريحَي الحاج عبد الله المغراوي والحاج علي التماسيني، إضافةً إلى البحيرة والواحات.
ومن خلال ذلك، تُضيء الصُّوَر على مواضيع متعدّةٍ، مثل: الأصالة والحداثة، والمرأة، والفروسية، وتطوُّر مواد البناء وما أحدثه من تحوُّلات معمارية، إضافة إلى إزالة أملاح الأراضي التي أسهمت في خصوبتها.