"مكتبة الساقي" في لندن.. نهاية رحلة عمرها أكثر من أربعين عاماً

07 ديسمبر 2022
"مكتبة الساقي" في لندن، 2015
+ الخط -

في عام 1979، أسّس أندره كسبار ومي غصوب (1952 - 2007) "مكتبة الساقي" في لندن، لتكون أوّل مكتبة عربية في بريطانيا. وفي السنة التالية، بدآ نشر الكتب باللغة نشر الإنكليزية، ثمّ بالعربية في عام 1987، قبل أن تتأسّس "دار الساقي" في بيروت عام 1991 بهدف "الترويج للحداثة الفكرية ولنهضة الثقافة العربية".

رحلة المكتبة الواقعة في شارع وستبورن غروف في الناحية الغربية من لندن، والتي استمرّت لقرابة أربعة وأربعين عاماً، ستتوقّف مع نهاية العام الجاري، بسبب "ارتفاع التكاليف الناجمة عن الظروف الاقتصادية"، وفق القائمين عليها.

وكتبت "دار الساقي" عبر حساباها على فيسبوك أمس الثلاثاء: "مكتبة الساقي في لندن، وهي أكبر مكتبة متخصّصة بالكتب عن الشرق الأوسط في أوروبا، ستغلق أبوابها في 31 كانون الأول/ ديسمبر 2022"، مضيفةً: "على الرغم من إغلاق المكتبة، إلّا أنّ إرثها يستمرّ مع دارَي النشر المستقلّتَين: 'دار الساقي' للنشر العربي في بيروت وSaqi Books للنشر الإنكليزي في لندن، واللتين تستمرّان في العمل ونشر الكتب كالمعتاد".

وذكرت مالكة ومديرة "دار الساقي"، سلوى كسبار، في تصريحات صحافية، مجموعةً من الأسباب التي أدّت إلى قرار الإغلاق؛ من بينها تكلفة المعيشة في المملكة المتّحدة، والتي ادّت إلى ارتفاع تكاليف التشغيل في مقابل انخفاض المبيعات، خصوصاً مع "قلّة عدد العرب الذين يزورون لندن".

وأضاف كسبار أنّ الوضع الاقتصادي في بريطانيا ليس المشكلة الوحيدة؛ إذ يُضاف إليها غلاء أسعار الكتب القادمة من البلدان العربية، ومنها لبنان الذي قالت إنّ الأسعار فيه ارتفعت بشكل مفرط بسبب تضاعُف تكلفة الورق والشحن، وتدهُور سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي.

وكانت المكتبة قد تعرّضت صيف العام الماضي لبعض الأضرار، حين امتلأ قبوها بالمياه خلال فيضانات مفاجئة شهدتها العاصمة البريطانية، فأطلقت المؤسَّسة حملة تمويل لإصلاح الأضرار، مكّنتها من جمع 15 ألف جنيه إسترليني في غضون يومَين.

وفي الساعات القليلة الماضية، نشرت بعض وسائل الإعلام أخباراً مفادها إغلاق "دار الساقي" نهاية الشهر الجاري. وفي ما يبدو توضيحاً من المؤسَّسة بأنّ المعنيّ بالإغلاق هو مكتبتها في لندن وليس دار النشر، نشرت تغريدةً على تويتر قالت فيها: "دار الساقي للكتب تمثّل حرية الفكر والتعبير والتنوُّع الثقافي والتعاطف مع جميع الشعوب ... ستبقى كتب الساقي، والمكتبة دائماً في قلوبنا".

المساهمون