مقهى وموتٌ أزرق

05 اغسطس 2024
مو باعلا/ المغرب
+ الخط -
اظهر الملخص
- القصيدة "بيسترو" تعبر عن الانتظار والروتين اليومي، مع تلميحات عن الفكرة والتمرد على المعتاد.
- "شكل" تتناول موضوع الزمن والتفاهة، مع التركيز على صعوبة صياغة نهاية واضحة للحياة.
- "وحيد" و"موت أزرق" تعكسان الوحدة والضياع، حيث يتجلى الشعور بالعزلة والبحث عن معنى في الحياة والموت.

"بيسترو"
 
الانتظارُ يُمدِّدُ جسده على الكراسي
مشهدٌ مكررٌ لصباحاتٍ
لا تنطفئ.
 
هذه القصيدة 
أيضاً
مُكرَّرة
وما سيلي من سطور
لربما سَبقني إليها قلم حبرٍ آخر
نبضُ قلبٍ، أو سبّابَةٌ بأظافرَ متكسرة.
 
سأتخلّفُ عن قطار المُعتاد عما قريب
ولن تراني بين التفافات الشوارع
 
قد أكون الفكرةَ إذ ترفل برجليها
فوق مصطبة الذوق العام،
أو تردُّدَكَ في الذهابِ 
إلى قبرك المتمرّد.
 
عايِن ملامحَ وجهِك
قد تُسقَطُ تفاصيلي
بين ثنايا الانعكاسات.
 

■ ■ ■


شكل
 
سُحبٌ سوداءُ
تسيلُ من أنفِ الزمنِ
 
وأصواتٌ تبكي
وراء حانةِ الوقت
 
لم يكُن الضوءُ حليفًا
لِمُبصري تَفاهَةِ الوجود
 
ما مِن غِمارٍ
يَفي
لأن نذهب فارِغينَ
إلى الموتِ
 
وجودٌ مفاجئ لأرواحٍ
لم تعلَم التمزّقَ
إذ ينخرُ المصائِرَ
 
وجودٌ
لا مرغوبٌ
ولا صيتَ له
 
أصعَبُ شيءٍ؛
صياغَةُ
شكلٍ
لنِهايَتِنا.
 

■ ■ ■


وحيد
 
وحيدًا
على عتبةٍ باردة كالفجر
ينظر في وجه شارعٍ
فارغةٍ ملامحُه،
 
إلى نهايةِ الشارِع
تمتدُّ يداهُ
إلى الأيادي السبع
مُشَيِّعَةً
جسدًا طالعًا
من آبارِ الهزيمةِ
 
وحيدًا
ومن التفاتاته يصنع مفاصلَ لزمنٍ بلّوريٍّ
يضطجعُ على لياليه البيضاء
 
على نقطةِ التفرُّدِ،
تسقطُ
النظراتُ
ويهوي
سبعين جحيمًا
إلى الأعلى.


■ ■ ■
 

موت أزرق
 
بِعَيْنيّ
مشى بحرٌ غريقٌ
إلى مرفَئِهِ
 
أَلفتُ خُطى الطريقِ 
فيَّ
ونَهَضَتْ مِن أقدامي الوِجهات؛
 
على أيِّ جنبٍ سأتَّكِئُ
وأعدُّ الخطواتِ
وأنا ساهِمٌ
في هذه الفرحة المُفتَرَضَة؟
 
أُعانقُ الطريقَ
بينما تنسُجُ
عاصفةٌ داخلي
موتًا أزرق.


* شاعر من المغرب

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون