في 2019، احتضن "متحف – المتحف العربي للفن الحديث" في الدوحة، ضمن فعاليات "العام الثقافي قطر- الهند"، معرضاً استعادياً لأعمال الفنّان الهندي مقبول فدا حسين (1915 – 2011)، تضمّن أكثر من مئة عملٍ تنوّعت بين اللوحات والرسومات وأعمال الطباعة والنسيج والأفلام.
حمل المعرض، الذي استمرَّ قرابة خمسة أشهر، عنوان "مقبول فدا حسين: عاديات الشمس"، وهو أيضاً عنوان مطبوعةٍ أطلقها المتحف أوّل أمس الأربعاء، وضمّت الأعمال التي قدّمها المعرض.
تُمثّل تلك الأعمال مجموعةً مختارةً من بين الآلاف من الأعمال التي أنجزها الفنّان التشكيلي والمخرج السينمائي الهندي الذي بدأ تجربته الفنّية برسم ملصقات الأفلام السينمائية، قبل أن ينتقل إلى رسم المناظر الطبيعية، ثمّ إلى رسم مظاهر من الحياة الهندية، مركّزاً على ثيمة المهرجان، مِن خلال الاحتفاليات وأشكال الرقص المتعدّدة في ثقافة بلاده.
تضمّنت احتفاليةُ إطلاق المطبوعة محاضرةً قدّمها، افتراضياً، رانجيت هوسكوتيه، قيّمُ المعرض ومحرّر الكتاب، تناول فيها فنّ مقبول فدا حسين وسياقاته المتعدِّدة.
وقال مدير المتحف، عبد الله كروم، إنَّ المطبوعةَ الموسّعة تأتي بعد نجاحِ المعرض العام الماضي، وتُقرّب رؤىً حول أعمال حسين التي أنجزها على مدار أكثر من ستّة عقود، وتُقدّم "تصوّراً لعلاقته القوية بالعديد من الأماكن حول العالم، ومن بينها قطر".
تزامنت بدايات حُسين الفنّية مع لحظة مفصلية في تاريخ الهند، تمثّلت في انفصال باكستان عنها، وقد عبّر في أعماله عن التعدُّدية الثقافية في بلاده، موظّفاً رموزها الدينية في لوحاته، ما عرّضه إلى مضايقاتٍ من جماعاتٍ دينية متطرّفة، دفعته إلى مغادرة الهند بشكلٍ نهائي في التسعينيات.
ويُوصف مقبول فدا حسين بالرحّالة العالمي؛ حيثُ شكّلت حياتُه وتجربته الفنّية جسراً بين غرب آسيا وجنوبها، وهو الذي استكشف في سنواته الأخيرة علاقات أسلافه مع اليمن، قبل أن يستقرّ في قطر ويحصل على جنسيّتها.