مفكرة المترجم: مع أحمد جيو حسن

11 اغسطس 2024
أحمد جيو حسن
+ الخط -
اظهر الملخص
- **الهاجس الحالي وأهمية القضية الفلسطينية**: أحمد جيو حسن يعبر عن تضامنه مع غزة، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية إنسانية عالمية وليست محصورة بالشرق الأوسط أو المسلمين فقط، ويعمل على إيصال صوت الحق.

- **بداية مشواره في الترجمة وتعدد اللغات**: بدأ أحمد حبه للترجمة من هوسه باللغات، حيث يتقن عدة لغات ويواصل تعلم المزيد. عمله كمترجم طبي قاده إلى الترجمة الأدبية بفضل الأستاذة نور المفتي.

- **التحديات والعلاقة مع الناشر**: يواجه أحمد تحديات في الحفاظ على أسلوب الكاتب الأصلي، ويقدر دور المحرر في تحسين جودة الترجمة. يطمح لترجمة أدب أمريكا اللاتينية ويترجم يوميًا مع الاستماع إلى موسيقى تناسب النصوص.

تقف هذه الزاوية مع مترجمين عرب في مشاغلهم الترجمية وأحوال الترجمة إلى اللغة العربية اليوم. "رأينا في السنوات الأخيرة محاولات عديدة في نقل الأدب التركي الكلاسيكي إلى اللغة العربية"، يقول المترجم السوري أحمد جيو حسن لـ"العربي الجديد".



■ ما الهاجس الذي يشغلك هذه الأيام في ظل ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟

- أصبحت غزّة جزءًا لا يتجزّأ من يوم أيّ شخص يحمل القيم الإنسانية في قلبه. لم تكن هذه القضية قَطّ قضية مخصوصة بالشرق الأوسط، العرب، أو المسلمين، بل هي قضية كلّ إنسان يرى هذا العدوان والظلم. على الرغم من الألم الذي نحمله بداخلنا حين نرى تلك المَشاهد التي تصل إلينا من أرض المعركة في كلّ لحظة، إلّا أنَّني مؤمن إيمانًا مطلقًا بانتصار هذه القضية، قضية الأرض والوطن. ونعمل جاهدين على إيصال صوت الحقّ لمن لا يدرك ماهية هذه الأصوات، فمن يسكت عن هذا الظلم ظالم.


■ كيف بدأت حكايتك مع الترجمة؟ 

- أعتقد أنّ لديّ هوسًا باللغات، فمع امتلاكي لغتين أمّاً (الكردية والعربية)، أتقنتُ اللغة الإنكليزية في سورية، ثمّ التركية هنا في إسطنبول، ثمّ الإسبانية بعد أن بدأتُ بها في عام 2020. وأُواصل تعلُّمي اللغات الفرنسية والإيطالية والبرتغالية بمستويات متفاوتة، ساعيًا لإتقان هذه اللغات ذات الأصل اللاتيني. وأعمل مترجماً طبّياً متعدّد اللغات، لذا يمكنك القول إنَّني أقضي يومي متنقّلًا من لُغةٍ إلى غيرها. ومع زياراتي الكثيرة لمكتبة "خطوة" -التي أصبحت دار نشر فيما بعد- سنحت لي الفرصة دخول عالم الترجمة الأدبية بفضل الأستاذة نور المفتي صاحبة "دار خطوة للكتاب العربي".


■ ما آخر الترجمات التي نشرتها، وماذا تترجم الآن؟

- صدرت لي هذه السنة رواية "آزياده" للكاتب الفرنسي بيير لوتّي، وكتابٌ مشترك مع الصديق المترجم والكاتب ماهر رزوق بعنوان "مجتمع بلا أب" لباول فيدرن. والآن أقوم بترجمة رواية تركية كلاسيكية سيُعلَن عنها نهاية العام الجاري.

علاقتي بالكتاب تجعلني أُخرج أفضل ما لديّ في الترجمة

■ ما هي، برأيك، أبرز العقبات في وجه المترجم العربي؟ 

- يختلف أسلوب الكتابة في الأدب التركي عمّا اعتاده الجمهور العربي من أدب، وأعتقد أنَّني من المترجمين الذين يحاولون الحفاظ على أسلوب الكاتب بقدر الإمكان، وهو أبرز ما أواجهه في ترجمتي، من الأدب التركي بشكل خاصّ.


■ هناك قول بأنّ المترجم العربي لا يعترف بدور المحرِّر، هل ثمة من يحرّر ترجماتك بعد الانتهاء منها؟

- في ترجمتي الأُولى "الرسائل الأخيرة"، ولصعوبة أسلوب فان غوغ في الكتابة، تمّت مراجعة الترجمة من طريق الصديق ماهر رزوق، الذي زاد من جودة الكتاب بتدقيقه ومراجعته. أمّا باقي التراجم فهي تُدقَّق من طريق مدقّق لغوي فقط.


■ كيف هي علاقتك مع الناشر، ولا سيما في مسألة اختيار العناوين المترجمة؟

- الأستاذة نور المفتي لها فضلٌ كبير في نجاح هذه التراجم والكتب، فهي لا تنكفئ عن قراءة كلّ كتاب بعد الانتهاء من ترجمته، والتعليق عليه وانتقاد الأخطاء أو العثرات التي أعيد تصحيحها لإخراج الكتاب بأجمل صياغة ممكنة. 

دائمًا ما أقول إنّ الكتب هي التي تختارني لترجمتها

■ هل هناك اعتبارات سياسية لاختيارك للأعمال التي تترجمها، وإلى أي درجة تتوقّف عند الطرح السياسي للمادة المترجمة أو لمواقف الكاتب السياسية؟

- يعتمد هذا على قيمة الكتاب عند القرّاء، ولكن لم يسبق لي سوى أن ترجمت "مجتمع بلا أب" بكونه كتاباً في علم النفس السياسي، وأراه من أهمّ الأعمال التي ترجمتُها. 


■ كيف علاقتك بالكاتب الذي تترجم له؟

- دائمًا ما أقول إنّ الكتب هي التي تختارني بنفسها، فكانت أوّل تجربة لي في الترجمة الأدبية مع رسّامي المفضّل فنسنت فان غوخ في كتاب "الرسائل الأخيرة"، وكان ثاني أعمالي مع كاتبي التركي المفضّل صباح الدين علي في كتاب "مادونا صاحبة معطف الفرو". وهذه العلاقة -وإن كانت خيالية- فهي تجعلني أُخرج أفضل ما لديّ في هذه التراجم. 


■ كثيرًا ما يكون المترجم العربي كاتبًا، صاحب إنتاج أو صاحب أسلوب في ترجمته، كيف العلاقة بين الكاتب والمترجم في داخلك؟

- لا يكفي للمترجم أن يتقن اللغة التي يترجم منها واللغة التي يترجم إليها، بل عليه أن يمتلك تلك اللغة الأدبية في الكتابة. لي تجارب كثيرة مع أدب الرسائل التي أستمرّ في كتابتها وإتلافها من حين لآخر. 


■ كيف تنظر إلى جوائز الترجمة العربية على قلّتها؟

- لا أهتم لها كثيرًا، أنا شغوف بآراء القرّاء التي تسمح لي بتطوير نفسي في مجال الترجمة الأدبية.


■ الترجمة عربياً في الغالب مشاريع مترجمين أفراد، كيف تنظر إلى مشاريع الترجمة المؤسساتية وما الذي ينقصها برأيك؟

- في السنوات العشر الأخيرة، وبعد التقارب بين العرب والأتراك، رأينا عدّة محاولات لمؤسّسات ودور نشر في نقل الأدب التركي الكلاسيكي إلى اللغة العربية. 


■ ما المبادئ أو القواعد التي تسير وفقها كونك مترجمًا، وهل لك عادات معينة في الترجمة؟

- أقوم بترجمة صفحتين تقريبًا كلّ يوم. وبعد الترجمة أقوم بترديد ما ترجمته على مسمعي لأرى ما إذا كانت الصياغة جميلة وبليغة بما يكفي لتناسب أسلوب النص. ثمّ أقوم بتصويب أخطائي وعثراتي. أُترجم في الصباح الباكر أو أواخر الليل، وأستمع إلى موسيقى تناسب أجواء ما أترجمه، حتى إنَّني أملك لائحة تشغيل خاصّة بالموسيقى التي سمعتُها خلال ترجمتي لرواية "آزياده" المغمورة بأجواء إسطنبول الساحرة. 


■ كتاب أو نص ندمت على ترجمته ولماذا؟

- لم أندم قَطّ على أيّ عمل ترجمته، سعيد وفخور جدًّا بكلّ ما أنجزته.


■ ما الذي تتمنّاه للترجمة إلى اللغة العربية وما حلمك بصفتك مترجمًا؟

- كان حلمي منذ ثلاث سنوات أن أُترجم ديوان "عشرون قصيدة حب وأغنية يأس واحدة" Veinte poemas de amor y una canción desesperada" للشاعر بابلو نيرودا، لكن للأسف تمّت ترجمته بالفعل. أحلم الآن بالترجمة من اللغة الإسبانية، وتحديدًا من أدب أميركا اللاتينية.



بطاقة

مترجم سوري من مواليد حلب 1998، يقيم في إسطنبول. حاصل على البكالوريوس في الهندسة المدنية من "جامعة نامك كمال"، ويُعدّ الآن لإكمال أطروحته لنيل درجة الماجستير في تحليل وتصميم الأبنية المضادّة للزلازل. من ترجماته إلى العربية: "الرسائل الأخيرة" (2022) لفنسنت فان غوغ، و"مادونّا صاحبة معطف الفرو" (2023) لصباح الدين علي، وشذرات "اللقاء الروحي" (2023) لجلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي، و"مجتمع بلا أب" (بالاشتراك مع ماهر رزوق، 2024) لباول فيدرن، ورواية "آزياده" (2024) لبيير لوتّي (2024).

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون