مع غزّة: علي رياض

مع غزّة: علي رياض

26 ابريل 2024
علي رياض
+ الخط -
اظهر الملخص
- شاعر وصحافي عراقي يعبر عن تأثره العميق بأحداث غزة، مشيرًا إلى شعوره بالذنب في الحياة اليومية وتأثير العدوان على إبداعه، مؤكدًا على دور الفن في تسجيل الشهادات وحفظ التاريخ.
- ينتقد النفاق العالمي ويؤكد على أهمية النضال من أجل القيم الإنسانية والأخلاقية، معربًا عن رغبته في اختيار المجال النضالي والتطلع لزوال التفوق الغربي-الرأسمالي.
- يوجه رسالة إلى أهل غزة والإنسان العربي، معبرًا عن إعجابه بصمود غزة وانتقاده للعجز العربي، ويختتم بالتأكيد على خلود حقيقة صمود غزة وشجاعة أهلها.

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أيام العدوان على غزّة، وكيف أثّر على إنتاجه وحياته اليومية، وبعض ما يودّ مشاركته مع القرّاء. "أنتم التاريخ والباب والنافذة والضوء في قنديل الحرّية"، يقول الشاعر والصحافي العراقي.



■ ما الهاجس الذي يشغلك هذه الأيام في ظل ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟

- ليس هاجساً واحداً في الحقيقة، لكنّ الأشدّ وقعاً هو النفاق العالمي، وأنّ حقيقة خلوّ العالَم من الأخلاق إلى هذه الدرجة المُرعبة يجب أن تُلزم كلّ إنسان بإعادة النظر حول ما يَحترم ومَن يَحترم، بل إنّ الكثير من المتبنّيات والأفكار التي تُعرَّف زوراً بالحضارية، هي قشور بالية لا لبّ تحتها.


■ كيف أثّر العدوان على حياتك اليومية والإبداعية؟

- بدءاً من شعور بالذنب بشرب كأس ماء بارد نظيف وصولاً إلى كوابيس الحرب نفسها، بعبارة واحدة: أثّر على كلّ شيء.


■ إلى أي درجة تشعر بأن العمل الإبداعي ممكنٌ وفعّال في مواجهة حرب الإبادة التي يقوم بها النظام الصهيوني في فلسطين اليوم؟

- رغم قيامي بمحاولات في هذا الصَّدد، لكن لا أخفيكم، أظنّه غير فعّال إلّا في مجال تسجيل الشهادات وحفظ التاريخ، فهو وثيقة لمن سيأتي غداً، ويُحاول مجدّداً أن يُجمّل وجه الكيان الغاصب كما حدث مرّات عدّة خلال السنوات الستّ والسبعين الماضية.

أفقنا على حقيقة خلوّ العالَم من الأخلاق إلى هذه الدرجة المُرعبة

■ لو قيّض لك البدء من جديد، هل ستختار المجال الإبداعي أو مجالاً آخر، كالعمل السياسي أو النضالي أو الإنساني؟

- المجال النضالي. وربّما دون التخلّي عن المجال الإبداعي، لأنّني أزعم أنّ صنعة الجمال ترتقي في الروح حتى تهيِّئها للتخلّي، وأنّ أرواح الشعراء الأعلى والأكثر صخباً هي الأرخص لأصحابها، وهذا ما أظنّه فقط، ولا دليل على كلامي غير ما حفظه التاريخ من شعراء ومُبدعين ثوريّين.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟

- بمعزل عن توجُّهاتي اليسارية ولأغراض إنسانية وأخلاقية بحتة، سأقول زوالَ التفوّق الغربي - الرأسمالي. مهما بلغت قسوة الشرق. اليسار بنسخته السوفييتيّة طبعاً، لا اليسار الغربي الليبرالي.


■ شخصية إبداعية مقاوِمة من الماضي تودّ لقاءها، وماذا ستقول لها؟

- شخصيتان: سعدي يوسف، وأقول له: لو أملك ما تملك من صدق لتجاوزتك شعريّاً، وإبراهيم طوقان، وأقول له: لو كان الفدائي شاعراً مجيداً لما وصف نفسه بجمال ودقّة وصفك له في قصيدة "الفدائي".


■ كلمة تقولها للناس في غزّة؟

- مهما اختلفت الروايات التي سيرويها التاريخ، فإنّ حقيقة واحدة سيقولها العدوّ والصديق: إنّ مدينة صغيرة قاتلَها العالم، ولم تنكسر، وإنّ موتاً زار أهلَها واستقبلوه واقفين. لقد دار الإعصار على راحة أيديكم، وعندما خلَع نوافذ بيوتكم، وسلبَ سقوفها فتحت عيونُكم لنا نوافذ كالمرايا ظهرنا فيها عُراةً تتدلّى بطونُنا دون أن تستر عوراتنا، وينكِّس رؤوسنا العجز والخوف والكسل في انعكاسنا الباهت على فضّتها. طوبى لكم! أنتم التاريخ والباب والنافذة، وأنتم الضوء في قنديل الحرّية والصمود.


■ كلمة تقولها للإنسان العربي في كلّ مكان؟

- إن لم تشعر بالعار بعد كلّ هذا فأنت ميت، ولا عزاء لك.


■ حين سُئلت الطفلة الجريحة دارين البيّاع التي فقدت معظم أفراد عائلتها في العدوان، ماذا تريدين من العالم، أجابت "رسالتي للناس إذا بيحبوا دارين يكتبوا لي رسالة أو أي إشي".. ماذا تقول لدارين ولأطفال فلسطين؟

- يا عمَّاه "طزّ" بكُلّ لعبة لم تلعبي أنت فيها، و"طزّ" بكلّ ضحكة لم يرسمها وجهُك الجميل، و"طزّ" بكل دقيقة عشتِها حزينة. يا عمَّاه نحن أعمام عاقُّون خذلناكم وخذلنا فلسطين، فليُسامحنا الله ويرحمكم.



بطاقة

شاعر وصحافي عراقي من مواليد عام 1993. صدرت له ثلاث مجموعات شعرية: "حين استيقظتُ ميّتاً" (2014)، و"عالم الغريب" (2016)، و"انفصال" (2023)، كما نشر العديد من المقالات والتقارير في الصحافة العراقية والعربية.

مع غزة
التحديثات الحية

المساهمون