- يؤكد الكاتب على تأثير الحرب على حياته اليومية والإبداعية، مشيرًا إلى صعوبة التركيز والكتابة في ظل القلق وانتظار أخبار وقف إطلاق النار، معتبرًا العمل الإبداعي غير فعّال بما فيه الكفاية لمواجهة العدوان.
- يعرب عن رغبته في تحقيق تغيير يشمل إسكات المدافع وإطعام الجائعين وتحقيق العدالة، موجهًا رسائل تحمل الأمل والصبر لأهل غزة والإنسانية، ويشدد على أهمية الإنسانية والمعرفة في مواجهة الصراعات.
تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أيام العدوان على غزّة وكيف أثّر على إنتاجه وحياته اليومية، وبعض ما يودّ مشاركته مع القرّاء.
■ ما الهاجس الذي يشغلك هذه الأيام في ظل ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟
قيمة الإنسان الرخيصة في هذا العالم، وأن يكون العنف هو اللغة الوحيدة التي تفضّ النزاعات ما بين البشر. ما معنى قتل الآلاف من أجل قضايا يُمكن حلّها بالعقل وصوت الضمير الإنساني؟ وماذا تعني السياسة أمام طفل لا يجد الطعام أو الدّواء، أو تتمزّق أشلاؤه تحت كُتل الكونكريت؟
■ كيف أثّر العدوان على حياتك اليومية والإبداعية؟
في كلّ يوم أنتظر سماع خبر وقف إطلاق النار، فذلك يعني العودة إلى الهدوء النفسي، والقدرة على التفكير على نحو أفضل. الكتابة الإبداعية تتطلّب التركيز، وحدّة الذهن والأحاسيس، وهذا بعيد حالياً.
■ إلى أي درجة تشعر أن العمل الإبداعي ممكنٌ وفعّال في مواجهة حرب الإبادة التي يقوم بها النظام الصهيوني في فلسطين اليوم؟
مع الأسف، ليس فعّالاً بالدرجة الكافية. الصراع قديم، وهو تحت أنظار العالم منذ عقود. ما هو إنساني في الأعمال الإبداعية يخترق الحدود واللغات، وينشأ جسوراً مع الآخر. ربما الأغنية الآن لديها القدرة الفاعلة في التأثير أكثر.
■ لو قيّض لك البدء من جديد، هل ستختار المجال الإبداعي أو مجالاً آخر، كالعمل السياسي أو النضالي أو الإنساني؟
المجال الإبداعي يُتيح لي قدراً وافياً من السعادة الداخلية، كما هو المجال الإنساني، فمساعدة الآخرين تشعرني بإنجاز عمل قيّم في هذه الحياة.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
أن تسكت المدافع في كل مكان، وأن يشبع الجائع، ويحصل المظلوم على عدالة تعزّز من ثقته بالعالم.
■ كلمة تقولها للناس في غزّة؟
اصبروا يا أهل غزّة، أنتم تستحقون العيش الكريم ككل الناس، ولقد وضعتم ضمير العالم على المحكّ. اصبروا.
■ كلمة تقولها للإنسان العربي في كلّ مكان؟
ليكن مقياسك إنسانياً على الدوام، وحاول الحصول على قدر جيد من المعرفة.
■ حين سُئلت الطفلة الجريحة دارين البيّاع التي فقدت معظم أفراد عائلتها في العدوان، ماذا تريدين من العالم، أجابت "رسالتي للناس إذا بيحبوا دارين يكتبوا لي رسالة أو أي إشي".. ماذا تقول لدارين ولأطفال فلسطين؟
يا حبيبتي، لا تفقدي الثقة بالعالم مهما كان سيّئاً. لك أهل في كل مكان، يحبونك، وسينتظرونك حتى تكبري، وتروي للعالم حكاياتك كما يجب. أنت قوية وشجاعة.
بطاقة
روائي وكاتب عراقي من مواليد بغداد عام 1975. صدر له في الرواية: "يحدث في البلاد السعيدة" (2006)، و"قتلة" (2012)، و"1958- حياة محتملة لعارف البغدادي" (2018)، و"طبعة ثانية" (2022)، و"هروب وردة" (2020)، كما له في القصة: "النشيد الأخير" (2001)، و"كابوس في لوحة" (2022). تُرجمت روايته "قتلة" إلى اللغتين الإيطالية والفارسية، وصدرت بثلاث طبعات في اللغة العربية.