مع غزّة: سلام عمر

31 اغسطس 2024
سلام عمر
+ الخط -
اظهر الملخص
- يعبر الفنان العراقي سلام عمر عن إحباطه من العجز العربي أمام العدوان على غزة، ويجد الأمل في التظاهرات العالمية الداعمة للفلسطينيين.
- يؤمن بأن العمل الإبداعي يحتاج إلى دعم حكومي وإقليمي ليكون فعّالاً، ويختار الفن لأنه أنقى من السياسة ويعيش أكثر.
- يوجه رسائل مؤثرة للناس في غزة، ويعد برسم لوحات توثق شجاعتهم وعجز العرب عن حمايتهم، ويعمل على مجموعة توثق الحرب ودمارها.

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أيام العدوان على غزّة وكيف أثّر على إنتاجه وحياته اليومية، وبعض ما يودّ مشاركته مع القرّاء. "سأرسم لها ولأطفال فلسطين رسومات توثّق شجاعتهم وعجز العرب عن حمايتهم"، يقول الفنّان التشكيلي العراقي سلام عمر لـ"العربي الجديد".



■ ما الهاجس الذي يشغلك هذه الأيام في ظلّ ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟

- في الحقيقة، أنا في غاية الإحباط والخيبة ممّا نحن عليه من عجز كامل إزاء ما يجري من إبادة لـ الشعب الفلسطيني. هذا الشعور بالعجز لا يمنحني معنىً لما يُمكن أن أقوم به أمام تلك الجرائم. الشيء الوحيد الذي لا يجعلني أفقد الأمل نهائيّاً من عالمنا هو ما نشهده من تظاهرات غاضبة وناقمة ورافضة للاحتلال الصهيوني ومن معه، وداعمة للفلسطينيّين في كلّ مكان من العالم إلّا في منطقتنا العربية.


■ كيف أثّر العدوان على حياتك اليومية والإبداعية؟

- كفنّان تشكيلي، تسيطر عليَّ مشاعر الغضب، لكنّني لا أجد في الفعل الفنّي جدوىً لمنع القتل سوى أن أكون - مُرغَماً - شاهداً على ما يحدث.
 

■ إلى أيّ درجة تشعر أن العمل الإبداعي ممكنٌ وفعّال في مواجهة حرب الإبادة التي يقوم بها النظام الصهيوني في فلسطين اليوم؟

- لكي يكتمل تأثير الفعل الفنّي الإبداعي على الكيان، يجب أن يكون معه حراكٌ من الحكومات، من مقاطعة في كلّ شيء، وضغط إقليمي وعربي، وإلّا فالعمل الفنّي والإبداعي سيكون معزولاً حتى في الفضاء المحلّي.

لن أختار غير الفنّ، فهو أنقى من السياسة ويصبّ في جوهر الإنسان

■ لو قُيّض لك البدء من جديد، هل ستختار المجال الإبداعي أو مجالاً آخر، كالعمل السياسي أو النضالي أو الإنساني؟

- بالتأكيد لن أختار غير الفنّ، فهو أنقى وأبقى من السياسة ويعيش أكثر، كما أنّه يصبّ في جوهر الإنسان.
 

■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟

- شعوب العالم أصبحت في حراكها النضالي مع فلسطين أفضل منّا وأشجع وأكثر صراحة. لكن حكوماتهم أصبحت تشبه حكوماتنا العربية في الإهمال والقمع. أنتظر الصحوة الإنسانية الكاملة.
 

■ شخصية إبداعية مقاوِمة من الماضي تودّ لقاءها، وماذا ستقول لها؟

- كلُّ مَن قاوم الظلم هو حيٌّ ويعيش معنا في الحاضر والمستقبل. أنا ألتقي بهم كلّ يوم حينما أُنجز عملاً فيه مقاومة، أو حين أكون محبَطاً فأشكو لهم حزني وخيبتي.


■ كلمة تقولها للناس في غزّة؟

- أنتم شرف هذه الأرض، وشجاعتكم نُصرة لضعفنا، والأرض كلّها ستعود إليكم.


■ كلمة تقولها للإنسان العربي في كلّ مكان؟

- هل ثمّة أضعف منا؟ ما أضعفنا!
 

■ حين سُئلت الطفلة الجريحة دارين البيّاع التي فقدت معظم أفراد عائلتها في العدوان، ماذا تريدين من العالم، أجابت "رسالتي للناس إذا بيحبوا دارين يكتبوا لي رسالة أو أي إشي".. ماذا تقول لدارين ولأطفال فلسطين؟

- سأرسم لها ولأطفال فلسطين رسومات توثّق شجاعتهم وعجز العرب عن حمايتهم.



بطاقة

فنّان تشكيلي عراقي من مواليد 1960 في مدينة عنّة، غربي العراق، حاصلٌ على دبلوم في الحفر الطباعي، وبكالوريوس في الرسم من "كلّية الفنون الجميلة" في بغداد، فنّان متعدّد الوسائط، من الحفر الطباعي إلى التصوير اليدوي والشمسي والتجهيز. أقام أكثر من خمسة عشر معرضاً فردياً منذ عام 1987 في بغداد ومدن عربية أُخرى؛ مثل الدوحة وبيروت وأبوظبي ودمشق والكويت والبحرين. يعمل حالياً على إنجاز مجموعة من الأعمال الفنّية التي توثّق للحرب على غزّة ودمارها.

مع غزة
التحديثات الحية
المساهمون