ضمن فعاليات معرض "إنتاج 2023" التي انطلقت الجمعة الماضي في "سكة وادي مشيرب" بالعاصمة القطرية، والمخصّصة ليسنما العالم العربي، وتتواصل حتّى العشرين من كانون الثاني/ يناير المقبل بتنظيم من "مؤسّسة الدوحة للأفلام"، أقيمت جلسة نقاشية في يوم الافتتاح تحت عنوان "كسر حاجز الصمت: استعادة سرديتنا".
الجلسة التي نظّمت في "مسرح M7"، أضاءت أهمية دعم سرد القصص المحايدة والصادقة عبر تمكين الأصوات السينمائية القادرة على سردها، والقيود المتزايدة في صناعة السينما بالعالم العربي والتعقيدات التي تواجهها الإنتاجات الدولية المشتركة مع التركيز على القصص الفلسطينية.
وتناقش الجلسة الأصوات والرؤى التي أصبحت تواجه قمعاً غير مسبوق على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما قيّد تنوّع وجهات النظر وكتم أصوات المجتمعات المهمّشة، والتي وجدت نفسها خارج حدود النقاش الدولي، إذ تزايدت الحاجة لإبراز ودعم هذه الحقائق التي لم تجد لها مكاناً وسط تزايد الرقابة والقمع.
وشارك فيها كلّ من المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر ومواطنها المنتج أسامة بواردي اللذين قدّما العديد من الأعمال البارزة، وأدارت الحوار مع الجمهور والباحثة رافيا الحسين.
ناقشت جلسة الافتتاح لقيود المتزايدة في صناعة السينما بالعالم العربي مع التركيز على الإنتاجات الفلسطينية
شهدت سينما العالم العربيّ طفرةً فريدة في السّنوات الأخيرة، إذ أصبحت صناعة مؤثّرة لها مكانتها على المستوى الدّوليّ، لذا فإنّ معرض ’إنتاج 2023‘ يُعدّ فرصةً مميّزة لاكتشاف النّقلة النّوعية التّي شهدتها سينما العالم العربيّ، من خلال تتبّع تاريخها وحاضرها، بالإضافة إلى تسليط الضّوء على أساليب السّرد المتنوّعة، والمتفرّدة، والتّجارب السّينمائية الآسرة التّي قدّمها صنّاع الأفلام العرب.
من جهة أخرى، يتتبّع المعرض بداية رحلة السّينما في العالم العربيّ منذ بدايات القرن العشرين، والتّي شهدت انطلاقة المشوار الفنيّ لصنّاع أفلام عرب بارزين كالأخوة لاما، وطاهر حنّاش، وتوجو مزراحي، وألبير شمامة شيكلي، في مصر، وتونس، وفلسطين والجزائر.
ويشير بيان المنظّمين إلى أن السّينما العربية شهدت منذ ذلك الحين تحدّيات عدّة في المنطقة؛ إلّا أنّها تمكّنت من الازدهار على الرّغم من الصّعاب كافّة، مُحرزةً تقدماً كبيراً خلال العصر الذّهبيّ للسّينما، الذي بدأ في الأربعينيّات وحتى السّبعينيّات.
ويوضّح أنّه في السّنوات الأخيرة، تحرّرت السّينما في الوطن العربيّ من قيود السّرد التّقليديّ، متبنيّةً أسلوبًا تجريبيًا يتميّز بالتّنوّع والتّجديد، وسرعان ما أصبحت المنطقة العربيّة محطّة مهمّة للأفلام الحاصلة على الإشادة النّقدية، واستطاعت لفت أنظار عشّاق السّينما في المهرجانات السّينمائية الدولية.
كما يلفت إلى أنّه من خلال دراسة التّاريخ الغنيّ للسينما، ورحلتها المُعاصرة المُلهمة في العالم العربيّ، وتحرّرها من قيود التّنميط والسّرد التّقليدي، يتبيّن أنَّ التّطوّر الذي شهدته الصّناعة بات ملحوظًا، لا سيّما مع تحوّلها إلى قوة مؤثرة ترسّخ التّعاطف، وتعمّق التضامن والتّفاهم الثّقافيّ في العالم أجمع.
ويختم إلى أن المعرض يسعى إلى تسليط الضّوء على تاريخ السّينما وإنجازاتها، وتقديم فرصة تعرّف الصّناعة للمجتمع، ومشاهدة مجموعة مميزة من أندر المقتنيات السّينمائية على مدى مئة عامٍ مضت، من خلال معرض ثريّ متفرّد.