تستضيف "مؤسّسة الحي الثقافي ــ كتارا" في الدوحة، منذ أوّل من أمس الأحد وحتى الجمعة المقبل، السابع والعشرين من كانون الثاني/ يناير الجاري، معرض "سكْب 2"، الذي يقيمه مركز "رسم للإبداع الفني" في المبنى 18 من الحيّ، ويشتمل على أعمال لستّ عشرة فنّانة من قطر، إلى جانب أعمال للفنان التشكيلي الكويتي وليد سراب.
وبعد تجربة أولى أُقيمت في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2021، تأتي هذه النسخة الثانية من "سكْب" نتاجاً لثلاث ورشات عمل استمرّت كلّ واحدة منها تسعة أيام، في خطوة لتوسيع وتسهيل استعمال سكْب الأكريليك بوصفه إضافةً نوعيةً في مسار الفنان التشكيلي.
وشارك الفنان وليد سراب في هذه الورشات لتقديم خبرته في فنّ سكب الألوان، والذي يعتمد على انسيابية وانتشار ألوان الأكريليك المختلفة من خلال الوسائط المختلفة لتمازج الألوان دون اختلاطها.
في حديثٍ إلى "العربي الجديد"، يقول سراب إن "توظيف السكْب في معرض فنّي يعطي تأثيرات معيّنة تتولّد منها عناصر أو إيحاءات". ومع ذلك، فهو يُضيف أن "توظيف هذا التكنيك في عمل يعني أن السكب في حدّ ذاته قد لا يشبع رغبة الفنان الذي يريد تحويل الألوان العفوية الى عمل فنّي مكتمل على يده وضمن رؤيته".
ويواصل الفنان الكويتي بالقول إن "الأيام الثلاثة الأولى من التجربة تُخَصَّص للسكب الذي عليه أن يجفّ، حتى تتحوّل الأعمال من خلال الألوان الزيتية إلى عناصر جديدة".
وفي اللوحات التي نُعاينها يظهر السكب منفرداً في بعض اللوحات، وفي أخرى تستعمله أرضيةً لرسم طبيعة صامتة أو بورتريهات.
تستعمل بعض اللوحات تقنية السكب كأرضية على سطح اللوحة ترسم فوقها
والتجريد هو لعبة السكب الأولى إذا ما تُركت الألوان تتجاور وتغطّي بعضها دون أن تمتزج. وهكذا يتحوّل اللون، الذي يفرض نفسه على غراء الخشب، إلى خاصّية جديدة.
إنّه يبحث عن مصيره بين فيضان ألوان أخرى على سطحٍ محكوم بالإطار، بينما يد الفنان تتدخّل في تغيير وجهة الفيضان أو الاستسلام له، كما نلاحظ ذلك في لوحات كلٍّ من تماضر المعاضيد، ووضحى الباكر، ونوف السليطي، ومضاوي المعاضيد وأمل النعيمي.
إنّ تدخّلاً من الفنان في وجهة الحركة اللونية يحتاج إلى تقنيات أُخرى، كنفخ الهواء، أو أشكال هندسية تُجبر اللون على اتخاذ مسار جديد، أو ترك العفوية لتقول كلمتها، كما تفعل الطبيعة التي تشكّل لوحاتها بعوامل الحتّ والتعرية.
بيد أن العديد من اللوحات قد انتظرت وقتاً حتى تنتهي المرحلة الأولى المسمّاة "السكب" ويجفّ لونها، ليكون قرار الفنان في إضافة ما يريد من عناصر تشكيلية، كما هي الحال في لوحة وليد سراب التي يظهر فيها عصفور على حنفية، أو راقصة باليه كأنها تؤدّي حركتها على سطح الماء.
وها هي أيضاً لوحة منى السادة، بورتريه لامرأة، ولوحة أُخرى لوجه امرأة كأنه نحتٌ حجري لليلى النعمة، بينما جاءت لوحة الجازي الدرهم يتوسّطها إبريق، وأخرى لـ طيف الكبيسي من وردة وفراشة.