"معرض تونس للكتاب": اهتمام بالشكليات وتناسي الجوهر

19 ابريل 2023
من دورة سابقة
+ الخط -

يبدو أن الجدل الذي رافق إلغاء انعقاد "معرض تونس الدولي للكتاب" خلال العام الماضي مرّ مرور الكرام، إذ انشغل المعترضون على القرار بموعد تنظيم التظاهرة بشكل أساسي، دون الوقوف على تراجعها المتواصل طوال السنوات الماضية.

ولم تُطرح مراجعات جدّية حول تطوير البرنامج الثقافي، والاشتغال على جعل المعرض أكثر من مجرّد نافذة لبيع الكتب، من خلال العمل على الارتقاء بصناعة الكتاب التونسية وخلق فرص للكتّاب والمترجمين من خلال مشاريع واتفاقيات قد تعيد الناشرين العرب الذين تناقصت أعدادهم في الدورات الأخيرة، مع تواصل شكواهم من غلاء تأجير الأجنحة في ظلّ ضعف القدرة الشرائية للمواطن التونسي.

أُعلن اليوم عن إطلاق الدورة السابعة والثلاثين من المعرض يوم الجمعة، الثامن والعشرين من نيسان/ أبريل الجاري، في تونس العاصمة، وتتواصل حتى السابع من الشهر المقبل تحت شعار "حلّق بأجنحة كتاب"، مع التركيز على مسائل تتعلّق بالشكليات بدلاً من الجوهر.

لم تُطرح مراجعات جدية حول تطوير البرنامج الثقافي وجذب الناشرين العرب للمشاركة في التظاهرة

ومن جملة هذه الشكليات، اختيار المعلّقة الخاصة بهذه الدورة بتمثال المؤرّخ عبد الرحمن بن خلدون كشخصية رئيسية للمعلّقة، التي تمّت إعادة تصميمها على خلفية تتمثّل في لوح طيني مكتوب بالخطّ المسماري، أقدم كتابة بدأ بها التاريخ، لضيف الشرف العراق.

وفي الإعلان المتضمّن وصفٌ لمكانة ابن خلدون وقيمة مؤلّفاته العلمية، ودور الحضارة السومرية (التي ابتكرت الخط المسماري) ضمن الحضارات الإنسانية، كما لفت المنظّمون إلى "تشبيب بُرنس ابن خلدون ببعض الألوان الزاهية تأكيداً على التمسّك بفعل الجمع بين الأصالة والمعاصرة".

استحوذت المعلّقة على مقدّمة بيان وزارة الثقافة التونسية، الذي أشار إلى أن الدورة الحالية تحمل اسم المثقّف ووزير الثقافة السابق البشير بن سلامة (1931 – 2023) الذي رحل في شباط/ فبراير الماضي، وهو مؤسِّس المعرض، مع إسهاب حول مشاريعه خلال تولّيه حقيبة الثقافة في الثمانينيات.

وأوضح المنظّمون بأن جمهورية العراق و"مؤسّسة الحي الثقافي ـ كتارا" في الدوحة يحلّان ضيفَي شرف على المعرض الذي يشارك فيه نحو ثلاثمئة وثلاثة وعشرين دار نشر ومؤسسة من 22 بلداً، إلى جانب عدد كبير من اللقاءات والاستضافات.

وتخصِّص الهيئة المنظمة للمعرض للأطفال واليافعين جملةً من الأنشطة المتنوّعة يتجاوز عددها 300 فعاليّة مختلفة تجمع بين الثقافي والبيئي والفني والعلمي، من ضمنها ثلاث ورشات، كما تستضيف عدداً من الكتّاب والمؤلّفين العرب.

ولم تغفل الجهة المنظّمة أيضاً الإعلان عن الجوائز التي خصّصها المعرض لهذه الدورة في الإبداع الأدبي والفكري، وتشمل "جائزة البشير خريف للإبداع الأدبي في الرواية "، و"جائزة علي الدوعاجي للإبداع الأدبي في الأقصوصة"، و"جائزة فاطمة الحداد في الكتابات الفلسفية"، و"جائزة الطاهر الحداد في الدراسات الإنسانية والأدبية"، و"جائزة مصطفى خريف للشعر"، و"جائزة الصادق مازيغ للترجمة من العربية أو إليها".

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون