"معجم الدوحة": مفردات زمن "طوفان الأقصى"

22 أكتوبر 2023
غرافيتي على جدار ميناء غزّة، 2015 (Getty)
+ الخط -

بعد أيام من بدء عملية "طوفان الأقصى" التي نفّذتها المقاومة الفلسطينية في غزّة، نشر "معجم الدوحة التاريخي للغة العربية" على منصاته الرقمية في وسائط التواصل الاجتماعي، محطّات من التطوّر التاريخي لكلمة "طُوفان".

المفردة، التي جرى تداولها على نحو واسع خلال الأيام الماضية، تُحيل في القرآن الكريم إلى الماء الذي يغشى في كلّ مكان، بحسب المعجم، الذي يستشهد بالآية 14 من سورة "العنكبوت": "ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلّا خمسين عاماً فأخذهم الطوفان وهم ظالمون"، التي نزلت في العام الأول للهجرة، أي 621 ميلادية.

المحطّة الثانية كانت في 11 للهجرة؛ 623 ميلادية، بالرجوع إلى الشاعر حُسَيل بن عرفطة الذي يورد طوفان الشيء في قصيدة له بمعنى كثرته وغزارته، حيث يقول: "لم يك الحقّ على أن هاجه/ رسم دار قد تعفّى بالسّرر/ غيّر الجِدّة من  عرفانه/ خِرَق الريح، وطوفان المطر".

وفي محطّة تالية، يقصد الصحابي معاذ بن جبل البلاء كدلالة على الطوفان، وذلك في نحو 18 للهجرة؛ 639 ميلادية، حين قال يردّ على من قال عن طاعون أصابهم، لا أراه إلا رجزاً وطوفاناً: "ليس برجزِ ولا طوفان، ولكنه رحمة من ربكم، ودعوة من نبيّكم".

طوفان الظلام ونحوه بمعنى ظلمته وشّدة سواده، كما تأتي دلالتها في عام 90 هجرية؛ 709 ميلادية، في قول الشاعر الأمويّ العجاج يصف حماراً وحشياً وأُتُنه: "حتى إذا ما يومها تُصبصبا/ وعمّ الطوفان الظلاما الأثابا/ وأطأ من دعْس الحمير نيْسبباً".

ونشر المعجم في وقت لاحق محطّات من التطوّر التاريخي لكلمة "احتلال"، وأولها ترد في عام 40 هجربة، 660 ميلادية، لدى الإمام علي بن طالب حول احتلال العقاب بمعنى وجوبه وثبوته على صاحبه، في قوله: "أما بعد، فمُنصت سامع لواعظٍ نفعه إنصاته، وصامتٌ ذو لبّ شغل قلبه بالفكر في أمر الله حتى أبصر، فعرف فضل طاعته على معصيته، وشرَف تهج ثوابه على احتلال من عقابه".

وسيعني وضاح اليمن بالاحتلال المكث والبقاء في بيت شعر يذكره لصاحبته روضة حوالي 90 للهجرة، 709 ميلادية، وفيه: كلّ حبّ إذا استطال سيبلى/ وهوى روضة المنى غيْر بالي/ لم يرده تقادم العهد إلا/ جِدةّ عندنا وحًسن احتلال. واحتلال المكان يدل على النزول فيه والإقامة به في بيت شعر للصفّة بن عبد الله القُشيري، في عام 95 هجرية، 714 ميلادية.

موقف
التحديثات الحية
المساهمون