1
أنا تحتَ جفنيكِ مُهجةٌ سمراء. لا أجفُلُ، ولا أرى. خُذيني إلى حديقةِ رأسكِ بالشقيقةِ والورد. خُذيني إلى بحركِ المُضارعِ، ماضياً، من المِلحِ والنوم.
2
تجرحينَ اسمي في صِحاحكِ،
المفرداتُ الضعيفةُ معجمُ الآلام،
واللغةُ هي الهَشاشةُ...
إذ تصرعينَ في جُملةِ القلب،
البلاغةَ التي تنتابُها الزُهور.
3
أفتحُ كُوّةً في شجرةِ العُواء،
ثمّ أصبُّ العسلَ بين يدي وصدغِكَ،
كأنما لذّةُ الرأسِ تصعدُ فيها
وتلتصقُ أبوّةُ الصَّمغِ بالصّليب،
كأنما تستدرجُ أرجوحةً بالترنّحِ،
وتضمُّ ريحاً تحتها.
إنّ لكَ آيةً مريعةً وبُسُطاً مُلطّخةً بي،
وعليكَ جناحانِ مُشرّدان،
أختبئُ فيهما
في حُجرةِ البياضِ القويّ؛
وفي مرايا جريحةٍ من طعنةِ العاج،
تنجو كما لو ظلّكَ
يأوي إليكَ ولا يَتخلّفُ عنك،
كما لو قصّبتَ راعياً
وجعلتهُ ناياً لقطيعهِ الضالّ،
كما لو تَقطعُ من عُمريَ سنواتٍ
وتخيطُ بها حُجُباً،
وتُعمّرُ أياماً
خرّبها القلبُ اليهبطُ في تفّاحتهِ
بالأسماءِ على الأسماءِ كلّها؛
وبالخُطى المهدورةِ في المعصية.
4
أنا رحّالةٌ بين الحَواصِل والطّير، وصانعُ أعيادٍ أزهدُ في بَيعها.
وقفتُ على جبلِ طارقَ خاطباً في البحر حتى داهمني الأعداء من خلفي. ولكنّي انتصرت. كانت القصيدةُ فتحاً، والزرقةُ زَرافاتُ عين.
لِسانيَ مَبثوثُ الفراشات، واستعارةٌ يدي. وليس ضغينةً، ولا حسداً، عندما أهجوكَ أو أكشفُ لك قلبي. إنما أرفعُ مَثلثةَ المسيح، وأدعوكَ للولادةِ على صَليبِ اللؤلؤة.
5
خُذ جَرَساً إلى انتباهةِ روحي،
وترنّح
بين عَناقيدِ الزُّجاج وَزَفْرةِ الكأس.
هذا المِكيالُ طفّفَ كيلهُ،
واستوفتِ المظالِمُ ميراثها:
لا كُحْلَ في نُدوبكَ السّبع،
ولا كُحولَ
في أكبادكَ التّالفة.
فاقرع على حَجَرِ الوَصْف،
دعِ الوردةَ أعلى من وَلعِ السُّعداء.
* شاعر من فلسطين