يُنظَر إلى مصطفى النيسابوري (مواليد الدار البيضاء عام 1943) كأحد مجدّدي الشعر المغربي، وهو الذي صدرت نصوصُه الشعرية والسردية باللغة الفرنسية في أربعة كتب، ونشر عدداً منها، قبل ذلك، في مجلّة "أنفاس" التي كان من مؤسّسيها إلى جانب عبد اللطيف اللعبي، ثمّ في مجلّة "إنتغرال" التي شارك في تأسيسها عام 1971.
"نجمة نائية ونصوص شعرية أُخرى" عنوان مختارات للشاعر المغربي، صدرت حديثاً ضمن سلسلة "تجارب شعرية" عن "دار توبقال"، بترجمة محمّد بنّيس، والذي كتب بأنَّ النيسابوري "يُعتبر أهمّ شاعر مغربي بالفرنسية ترك أثره في الحركة الشعرية، منذ الستّينيات من القرن الماضي حتّى اليوم".
تتضمّن المجموعةُ منتخبات من قصائد ودواوين مختلفة؛ هي التوالي: "فجر" (1984)، و"مقاربة الخلاء" (1994)، و"استهلال" (2002، 2010)، و"يومية" (2007)، و"نجمة نائية" (2000)، و"مقام الكثيب الأبيض" (2005، 2010)، و"رسالة الجزيرة النائية" (1996).
يُشير بنّيس، في تقديم الكتاب، إلى أنّه تعرّف إلى النيسابوري من خلال العدد الأوّل من مجلّة "أنفاس" الصادر سنة 1966، مُضيفاً: "إعجابي بالمجلّة كان يزداد مع تلاحق صدور الأعداد. ومن عدد إلى آخر، كان النيسابوري حاضراً بقصائد ونصوص ودراسات. ثم تجدّد اللقاء من خلال مجلّة Intégral التي أسّسها صحبة محمد المليحي سنة 1971". أمّا اللقاء المباشر بين الشاعرَين، فكان في مهرجان الشعرين العربي والفرنسي في مدينة غرونوبل الفرنسية عام 1986.
ويكتب بنّيس بأنّ النيسابوري "شاعرٌ بنى شعريته الخاصة، منذ عمله المرجعي 'الليلة الثانية بعد الألف'، الذي صدر سنة 1975، ولقي صدى واسعاً في أوساط الدارسين والباحثين لأنه شكّل، بطريقته الجديدة في الكتابة، منعطفاً جذرياً في الأدب المكتوب بالفرنسية في المغرب"، مضيفاً: "بهذا العمل الشعري، افتتح النيسابوري مساراً امتدّ ونضج خلال خمسة عقود، أعطى فيها أعمالاً ذات نفَس مستمرّ، ممّا يسمح بالنظر إليها كعمل (أو كتاب) واحد. إضافة إلى أنّه أول شاعر مغربي أنتج، مع مطلع الثمانينيات، أعمالاً مشتركة مع فنّانين تشكيليّين مغاربة، في شكل كتب وحقائب فنّية، تجعل منه رائداً في هذا المجال".