تُعدّ الرحلة المسمّاة "السوريون المعاصرون"، التي ترجمها خالد الجبيلي وصدرت قبل أربعة أعوام عن "دار نينوى" في دمشق، واحدة من أهمّ الرحلات التي رصدت أحوال مدن سورية العثمانية بُعيد خروج قوّات إبراهيم باشا منها، خلال الأعوام 1841 و1842 و1843، وسببُ الأهمية أنّ صاحب الرحلة مجهول الاسم، الذي وصفته دار النشر البريطانية حين نشرت الكتاب عام 1844 بأنه "طالب دراسات شرقية" فحسب، دوَّن ملاحظاته حول المجتمع المحلّي بعين باحث يعرف تماماً ما يريده من رحلته هذه.
نستعرض في مقالنا هذا وصفه لمدينة حلب التي كانت تعيش واحدة من أدقّ مراحلها وأخطرها، والتي أدّت بعد سنوات قليلة إلى حرب أهلية مؤسفة بين المسلمين والمسيحيّين.
من المدن الميتة إلى الشهباء
يصلُ الرحّالة المجهول إلى حلب قادماً إليها من أنطاكية فيعبر المدن الميتة في محافظة إدلب الحالية التي يصفها بقوله: "على طول الطريق شاهدنا آثار مدن رومانية، وقرى وطرقاً معبّدة، وهي في حالة أفضل بكثير من حالة المدن التي يشاهدها المرء في الأقاليم الإيطالية التي يُعطي بعضها فكرة حقيقية عن الهندسة المعمارية المحلّية للقدماء، مثل شوارع بومبي التي تمّ الكشف عنها، تلك المدن الموميائية وبعض هذه المدن في حالة يُرثى لها، وهي تُظهر أنّ نِعم الحضارة مكّنت تلك المدن من العيش في المناطق القاحلة بعد أن اختلّت موازين الطبيعة، وزالت منها الأراضي الخصبة".
ويُضيف: "لقد وصلنا أخيراً إلى حلب الشهباء، التي وجدنا أنّ من أطلق عليها هذا الاسم قد أصاب في ذلك، وذلك لأنّ اليوم الغائم جعل اللون الرمادي أقرب إلى لونها أكثر من أي لون آخر. وخلال جولاتي الأولى في أيّ مدينة شرقية كبيرة، كنت أشعر كما لو أنني كنت أدخل عالماً مختلفاً. إلّا أنّي لم أكد أعبر بعض الشوارع في مدينة حلب، حتّى أدركت أنني في المدينة ذات الأبنية الأكثر قوّة وصلابة في سورية كلّها. وهُنا تجد عاصمة عربية تتجلّى فيها المباني الرائعة والمتينة والجيّدة الزخرفة. ومن الأشياء التي تمنح عين الهاوي مشهداً طبيعيّاً رائعاً، عندما ترى الجِمال والبِغال المحمَّلة وهي تملأ باحات الحانات المربّعة الأضلاع، وذات التهوية الجيّدة من خلال الغسق عبر الممرّات الطويلة والمقوّسة. وبعد فترة توقّفنا عند بوّابة عربية مرتفعة، ونزلنا في بيت صديقي الفاضل، ورفيق دربي، السيّد ر. الذي يجمع بين نزاهة التاجر البريطاني، ودماثة الطبيعة البشرية".
معتادون على الأوروبيّين
ويلفت طالب الدراسات الشرقية النظر إلى أنه بعد أن حلقَ لحيته، وارتدى ثياب الأفندي، تشكّل لديه انطباع بأن المسلمين في حلب، بخلاف المسلمين في دمشق، معتادون منذ زمن بعيد على الفرنجة، وأنّ اللباس الأوروبي لم يُشكّل عائقاً في علاقته بهم. ويتابع: "كما علمت أنّ بعض الأعيان يُبدون الكثير من التهذيب تجاه الغرباء الذين يرتدون ثيابهم أكثر ممّا يُبدونه للذين يرتدون الزيّ المحلّي. وهكذا فقد أقمتُ في حيّ الجديدة؛ وهو حيّ يقع شمال المدينة، وتقطنه في الغالب العائلات المسيحيّة العربيّة الهامّة، ممّا جعلني أتنقّل بحرّية وسهولة؛ لأطّلع على أحوال المسلمين والأوروبيين على النّحو الذي كنت أراه ملائماً".
ويصف رحّالتنا البيوت في هذا الحي فيقول إنها "أصغر حجماً، لكنّها أفضل من البيوت في المدينة أو في وسط المدينة. وهو يبعد مسيرة عشر دقائق سيراً على الأقدام من حيّ الكتّاب الذي يقطنه الأوروبيّون. فقد كان جميع الأوروبيين، يقطنون بيوتاً في وسط المدينة قبل الزلزال، لكن عندما ضرب هذا الزلزال المخيف حلب، هربوا إلى البساتين في الضواحي، وشيّدوا بيوتاً خشبية مؤقّتة فيها، تمّ إصلاح بعضها فيما بعد، وجُدّد بعضها الآخر، وبُنيت من الحجارة، وهكذا أصبحت الكتّاب حيّ الفرنجة".
أجمل أحياء حلب
ويمتدح حي الجديدة ويرى أنه أفضل حيّ في حلب من حيث البناء، وطرقاته معبّدة مثل المدن الأوروبية، وهو أمر نادر في الشرق، بحسب تعبيره. وفي وصفه لبيت حلبي من الداخل يقول: "البيت من الداخل رباعي الأضلاع، توجد فيه نافورة، لا تتدفّق دائماً كما هو الحال في دمشق، لكنّها تُملأ مرّة واحدة في اليوم وتُفرغ في الليل. ولا تجد إلّا قدراً قليلاً من الرخام، لكن الباحة مرصوفة جيّداً، والحيطان مبنية بأحجار مصقولة شديدة النعومة، وأطراف النوافذ مزخرفة ومنحوتة بشكل رائع. ولمّا كنّا في الشتاء، ومناخ حلب قارس وبارد، فإنّ اللوح الزجاجي في القبّة في الطرف العلوي من الباحة يساعد في التقليل من حدّة البرد، وهي تشكّل غرفة الطعام. وفي القاعة، أو الغرفة الرئيسيّة في الطابق الأول، توجد أريكة عليها وسائد من المخمل. أمّا غرفة الجلوس فكانت في الطابق الأرضي، وفيها أريكة طويلة يكسوها قماش قطني وسجّادة: وتوجد في هذه الغرفة خزانة زجاجية تضمّ صحوناً شرقية، أي صواني فضّية للحلويات، وحامل فناجين قهوة، وأوعية لحرق البخور، ورؤوس نرجيلة. كلّ شيء مريح وجميل ومتين. وهي نقيض تلك الأكشاك التي تُسمّى منازل في داخل تركيّا".
ذكريات الزلزال
ويثمّن رحّالتنا عالياً رُقيّ مضيفيه في التعامل معه، مؤكّداً أن سلوكهم سلوك أوروبي راقٍ. ويسأل طالب الدراسات الشرقية مضيفيه في إحدى السهرات الحاضرين عن بعض تفاصيل الزلزال الكبير الذي ضرب المدينة في عام 1822، فراح كلّ واحد يتحدّث عن حالته، ويصف مشاعره عن ذلك الحدث الرهيب، وقد نقل لنا الآراء كما يأتي: "صاحب البيت: لم تكن معاناة الجديدة بسبب الزلزال بنفس درجة معاناة حيّ بحسيتا، الحيّ الذي يُقيم فيه اليهود. كنتُ ليلتها قد أويت إلى فراشي عندما حدثت الهزّة الهائلة. خرجت راكضاً ورأيت أنّ الماء في الحوض في صحن الدار قد جفّ. ثمّ أنزلت جميع أطفالي إلى القبو تحت البيت، وانتظرت حتّى الصباح. وظنّ البعض أنّنا كُنّا بذلك نعرّض أنفسنا لخطر أكبر. إلّا أنّ مسحاً للمدينة بعد الزلزال أظهر أنّه لم يتهدّم سوى عدد قليل جداً من الأقبية الضخمة، وأن البيوت الأكثر خطورة هي البيوت المتوسطة القوّة. لذلك كانت أفضل فرصة للنّجاة الاحتماء في الأقبية المقنطرة المتينة، أو في البيوت الخشبيّة الضعيفة... شاب يرتدي عمامة بُنيّة قال: كنتُ نائماً في الشرفة، واستيقظت في وسط حيطان تتحطّم وتتهاوى بشكل مخيف. وكان أخي آنذاك خارج البيت متأخّراً، ورحتُ أبحث عن الدَّرج لأهبط وأرى إن كان قد عاد إلى البيت. صعد أخي، وقال: الحمد لله! إنّك سليم. قلت له: إنّي كنت على وشك أن أهبط الدرج لأبحث عنك، فقال أخي: أيّ درج؟ إنّك واقف على مستوى الشارع، تطلّعتُ حولي، ورأيت أنّ الجدران قد انهارت، وانهار السقف الذي كنت أنام تحته على شكل كتل على الأرض... رجل يعتمر قبّعة من الفِراء، قال: كان مشهداً رهيباً، فقد ظنّ أهل نصف المدينة أنّ يوم القيامة قد جاء".
غيرة المسيحيّين وتطليق مسلمة
ويشير رحّالتنا إلى أن مسيحيّي حلب يغارون على زوجاتهم أكثر من مسيحيّي دمشق، ويقول إن أحد محدّثيه ارتأى "أن يكون له الشرف في إبداء لهجة متشدِّدة عن الأخلاق، بالاحتفاظ بالمذهب الشرقي في عزل النساء المسيحيات، والخطيئة في السماح لمسلم أن يرى وجه امرأة مسيحية. فأجبت بدون تحفّظ، وبشيء من الحرارة: إنّ هذا لا يمتُّ إلى مذهب المسيح، بل إلى مذهب المسلمين. غير أنّ ذلك أثار حفيظته، فاعتذرتُ لوقاحتي، ولم أحاول بعد ذلك أبداً أن أخالف هذا التعصّب الراسخ".
ويستطرد طالب الدراسات الشرقية في وصف قلعة حلب الشهيرة، ويبدي ملاحظات حول عظمتها من الخارج، بينما لا تقدّم في الداخل "سوى مشهد بلدة خربة لا يوجد فيها سوى بيتين صالحين للسُّكنى، أحدهما: يشغله آغا الإنكشاريّة، والآخر يقطنه القائد". ويضيف: "ثمّ نزلنا إلى المدينة، وزرنا السراي القديمة، التي كان معظمها في حالة خرِبة. ولا بدّ أنّها كانت واسعة جداً، ويمكن الحُكم على روعتها من مدخلها الذي لا تزال توجد عليه زخرفة مصنوعة بحِرفيّة رائعة. وكان القوس يتكوّن من كتل من الرخام الأبيض والأسود المصقول، تلتقي بشكل متموّج بمهارة عظيمة، وتُحيط به زخرفة عربية".
وينقل رحّالتنا وقائع حادثة رآها في مقرّ مفتي المدينة حين زاره لتقديم الشكر له ولم يجده، إذ تقدّمت امرأة، قالت إنّها لم تسمع شيئاً عن زوجها منذ ثلاث سنوات، وهي لا تملك أسباب العيش، وترغب في الزواج ثانية. وسألها نائب المفتي عن الشهود، الذين تقدّموا وقالوا: إنّهم سمعوا زوجها يُقسم عليها الطلاق بالثلاثة. ثمّ قال النائب: إن الفتوى، أو الوثيقة القانونية التي سيستند إليها القاضي في اتخاذ قراره ستصدر قريباً. وعندما سئل عن الرسوم المطلوبة، قال: قرشين، (أربعة بنسات ونصف البنس)". ويقول رحّالتنا "إنّ تكاليف الطلاق في سورية أرخص من إنكلترا".
جامع العادلية
ويرى هذا الطالب البريطاني أنّ جامع العادليّة أجمل مسجد على الإطلاق في حلب. ويقول: "إنّي أعترف بتفوّق الهندسة المعمارية لمسجد عمر في القدس على جميع المباني من هذا النوع في سورية، لكنّي أقول بصدق وثِقة إنّ 'جامع العادلية' يُعدّ أجمل مسجد من الخارج من أيّ جامع في دمشق أو حلب أو الولايات الأخرى في هذه البلاد. ومن خلال صديقي حصلت على إذن لزيارة كلّ جزء فيه، وهي خدمة نادراً ما تُمنح لأوروبي... وبعد أن اجتزنا ممرّاً طويلاً مقنطراً معتماً، وجدنا أنفسنا في الباحة. وشاهدت المسجد عن كثب، الذي جَذَب بهاؤه الأخّاذ عينيّ وأنا أستعرض مشهد المدينة البانورامي من نقاط أُخرى. مبنى ضخم عريض، مربّع الشّكل، مرتفع، يتمتّع ببساطة مثاليّة تعلوه قبّة ضخمة، شديدة الانحدار، تستند قاعدتها إلى الأجزاء المركزيّة لجدران المسجد الأربعة. ولكي تحقّق للعين مبدأ الهرم، انتصبت مئذنة مرتفعة ومدبّبة برشاقة في السماء... وكان رُواق المسجد متداعياً بشكل يدعو إلى الحزن، ذكرى مُحزنة من ذكريات الزلزال. أمّا بالنسبة إلى الزخارف التي تزيّن البوّابة الضخمة، فقال مؤذّن الجامع إنّه ما من بنّاء أو مهندس معماري يستطيع حاليّاً أن يُشيّد مبنىً بهذا الأسلوب. وكان الجامع من الداخل أقلّ بهجة بالنّسبة لي؛ فقد حلّ الطلاء المبهرج محلّ بهاء الرخام وعظمته الدائمة. واكتست أرضية الجامع بالسجّاد، وتدلّت من السقف مصابيح عديدة".
ويصف لنا المشهد من مئذنة المسجد بقوله: "كُنّا نُطلّ على مشهد خلّاب من كلّ الأطراف. ففي حين كان المنظر من القلعة أقلّ جمالاً؛ لأنّك ما كنت تستطيع أن ترى شيئاً رائعاً مثل مسجد العادلية نفسه، كان المنظر الذي تطلّ عليه من الجامع أكثر روعة؛ لأنّك تستطيع رؤية القلعة من أجمل نقطة. وكان اللون الذهبي الذي يشعّ برِقّة فوق السور يخفّ تدريجيّاً مع اقتراب الليل البارد المظلم والكئيب، البارز من الجزء الأوطأ من المدينة. وكنت أتمنّى أن أبقى في هذا المكان فترة أطول، لكن نداءً هامساً من أسفل الدرج الحلزوني ذكّرني بأنّ موعد أذان صلاة المغرب قد حان، فهبطتُ الدرج مُسرعاً، وما إن وصلت إلى الشارع حتّى كان نداء الله أكبر يدوّي من مئذنة إلى أُخرى، وأخذ المؤمنون يهرعون لأداء الصلاة".
مكتبة الأحمدية
ويلفتُ رحّالتنا النظر إلى وجود مكتبتين عامتين في حلب، واحدة مُلحقة بـ'جامع العثمانية'، والأُخرى تابعة إلى معهد يُدعى 'الأحمديّة'، التي تُدعى أحياناً 'مكتبة جلبي أفندي' التي يمتدح بابها بأنه تحفة رائعة لهواة الزخرفة العربية على الخشب، ويقول: "هذه المكتبة هي أفضل مكتبة في سورية كلّها: وقد تكدّست الكتب من غير ترتيب على رفوف كبيرة كانت مُعلّقة على جدران غرفة حجمها عادي. وقد كتبت العناوين بالحبر على حافّات المخطوطات بأحرف كبيرة. وكانت توجد في زاوية الغرفة كُرتان جغرافيّتان إنكليزيتان قديمتان، تحملان بطاقتين تذكّران أنّهما بيعتا من 'مكتبة أطلس وهرقل' في بولتري بلندن. وعندما سألت مرافقي عن مكان غرفة المطالعة، أشار إلى الأروقة الرباعيّة الأضلاع التي مررنا عبرها. ثمّ سألته إن كان هُناك عدد كبير من القرّاء، كان الجواب أنّه ليس لدى الحلبيين ذوق كبير للأدب. وقال إنّه تُطلب منهم بعض الكتب في أسابيع مُحدّدة، وفي أسابيع أُخرى لا يمسّ أحد الكتب المركونة على الرّفوف. وقد وعدوني بإعطائي فهرساً بالكتب الموجودة في هذه المكتبة وعرضت تقديم مكافأة للناسخ، إلّا أنّني، رغم تكرار طلبي هذا مرّات عديدة، لم أحصل عليها أبداً".
إهمال للتعليم
ويعلّق على حال التعليم في حلب فيقول: "بشكل عام فإنّ التعليم العام مُهمل في حلب. وقد أغلقت 'مدرسة النظام المصريّة'. وكم يتناقض الوضع الحالي لسورية مع تلك الفترة التي كان فيها العرب ورثة الإغريق في العلم الرفيع. ولم أرَ في أيدي السكّان المحلّيين أيّ عمل يقرؤونه، باستثناء 'ألف ليلة وليلة' بطبعته المصرية، وكُتُب بعض الشعراء الشعبيين. ويُعدّ الشيخ عقيل أوّل وأهمّ عالِم عربي في حلب، وهو شيخ الجامع الكبير، الذي أعطاني دروساً؛ لأنّ دخله كمُدرّس في الجامع لم يكن يكفيه لإعالة نفسه، وكان يزيد دخله بالعمل قليلاً في التجارة. وكان قد قدم مؤخّراً من مكّة المكرّمة، وجلب معه مجموعة من الخرز المرجاني، وأسوار خزفيّة ترتديها النساء من الطبقة الفقيرة في كواحلهنّ".
ويردف قائلاً: "المسيحيّون غارقون في الظلام ذاته. إذ لم تُحدِث الأعمال الرئيسية التي أصدرتها 'المطبعة العربيّة' في مالطا عن الجغرافيا والتاريخ وغيرها، تأثيراً كبيراً في السكّان. إلّا أنّه رغم خلوّها من التلميحات إلى علم اللّاهوت، لم يكن توزيع هذه الكتب يُشجّع بين المسيحيّين المحلّيين، إذ كان رجال الدين يخشون أن يقوم أشخاص ذوو طبيعة دنيوية أدنى بقراءة هذه الكتب".
ويخبرنا أنه تعرّف إلى المفتي جابر أفندي، الذي كان رجلاً محترماً ومثاليّاً وعلى اطّلاع واسع، في الخامسة والستين من عمره، وأنه دار بينهما نقاش عن الدين وعرفه إلى القاضي، وهو تركي من إسطنبول، كان يجلس في غرفة استقبال عاديّة الحجم، مؤثّثة بأريكة، عليها أدوات الكتابة، ولفائف من الورق.